آخر الأخبار

رئيس لجنة المتابعة د. جمال زحالقة في مؤتمر مركز التخطيط البديل: قضية الأرض والمسكن هي خط المواجهة الساخن بيننا وبين السلطة

شارك

كلمة د. جمال زحالقة خلال المؤتمر

أحيي مؤتمركم هذا واشد على أياديكم في جهدكم المثابر للسعي إلى عدل في التخطيط وفي توزيع الموارد وفي رسم طرق عملية لصد الغبن ولضمان بيئة مكانية لائقة للحياة وللتطور، تنطلق من حقوق وحاجات مجتمعنا.

قضية الأرض والمسكن هي خط المواجهة الساخن بيننا وبين السلطة، ونحن نخوض نضالا متواصلا لكسر محاولات محاصرة وجودنا وتقليص المساحة التي نعيش فيها وتضييق الخناق على الحيّز العام في مجتمعنا. لكن القضية ليست قضية نضال احتجاجي فقط، إذ هناك حاجة لعمل مهني جاد، كالذي يقوم به مركز التخطيط البديل انطلاقا من حاجات الناس لا من أطماع السلطة. عملكم هو من أرقى سبل النضال وحاجة مجتمعية ملحة، تزداد إلحاحا مع مرور الوقت.

مصدر الصورة

لا زالت سياسة التخطيط الإسرائيلية مثقلة بالأيديولوجيا ويحكمها منطق الدولة اليهودية ومنطق البند السابع في قانون القومية "تعتبر الدولة تطوير الاستيطان اليهودي قيمة عليا، وتعمل لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته". وهذا نص صريح استبدل الرياء الذي جاء في نص ما يسمى وثيقة الاستقلال: "تدأب الدولة على تطوير البلاد لصالح جميع سكّانها". وفي كل الأحوال يبقى التصنّع والنفاق والرياء في نص 1948 أخف وطأة من العنصرية المباشرة الفظة في البند السابع لقانون القومية 2018.

ويوفر قانون القومية مظلة قانونية لسن المزيد من قوانين التخطيط المجحفة ولاتخاذ إجراءات تمييزية إضافية بحماية قانون أساس له صبغة دستورية. ومع ارتفاع منسوب العنصرية في إسرائيل، فإن القوانين العنصرية تصبح أكثر عنصرية وتحمل المزيد من المخاطر في مجالات العيش كافة وبالأخص في مجالي سلب الأراضي وهدم المنازل.

لقد خضنا الكثير من المعارك من دفاعا عن أرضنا وبيوتنا، وخضناها بعزيمة أصحاب حق وبعزة وكبرياء أهل البلاد الأصليين. لكن نحن بحاجة أيضا إلى طرح البديل. التخطيط البديل هو إطار مهني–سياسي–اجتماعي يهدف إلى إنتاج تخطيط عادل، تشاركي، مستدام، ومتمحور حول احتياجات المجتمع، في مسعى للتحرر من القيود التي تفرضها الدولة. وهو يشكّل درع دفاع وحماية، وأيضاً وسيلة نهضة وتطوير لمجتمعنا. وهذا التخطيط هو نوع من المقاومة والنضال ومن اجل حقنا المشروع في أراضينا ومن اجل حقنا الأساس في المسكن.

إننا في لجنة المتابعة على أهبة الاستعداد للتعاون مع مركز التخطيط البديل، ومع جميع الطاقات المهنية في مجال التخطيط والبناء. ونتطلع إلى نشاطات مشتركة في المرحلة المقبلة. وقد أكدت في الجلسة الأولى للجنة المتابعة على أولوية قضية الأرض والمسكن، التي تأخذ طابعا حادا في منطقة النقب، حين نرى وزيرا يفاخر بالهدم ويحتفل بمراكمة الدمار.

لقد اقترحنا مرارا وتكرارا أن تكون هناك مفاوضات جدية بين ممثلي الجمهور العربي والدولة لحل المشاكل – التي برأينا تخلقها وتختلقها أجهزة الدولة في النقب – فلسنا هواة مواجهات. لقد جربنا مثل هذه المفاوضات في قضية أراضي الروحة، وقد نجحت المفاوضات وجرى حل الغالبية العظمى من القضايا. هذا ممكن في النقب أيضا. لكن إذا أصرت الحكومة على فرض حلولها من طرف واحد، وتجاهلت حقوقنا ومطالبنا فهي التي تختار طريق المواجهة وتفرضها علينا.

إن قضايانا التخطيطية ليست تقنية، بل سياسية ووطنية بامتياز. ولذلك فإن دورنا هو تحويل المعرفة المهنية إلى قوة جماعية تدافع عن حقنا في البقاء والتطور، وتعيد الاعتبار لبلداتنا كأماكن يعيش فيها الإنسان بكرامة. أشكر القائمين على هذا المؤتمر، وأحيّي كل المخطّطات والمخططين والباحثين والمسؤولين المحليين والناشطين، الحاضرين هنا. ونتطلع إلى تعاون معكم جميعا لما فيه مصلحة شعبنا. اشكركم على الدعوة وأتمنى لمؤتمركم النجاح

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا