شهدت المدرسة الثانوية على اسم أحمد عبدالله يحيى في كفر قرع يومًا تراثيًا مميزًا استثنائيًا، اكتفى كثيرون بوصفه بأنه تحفة فنية متكاملة استطاعت أن تمزج بين عمق الهوية الفلسطينية العربية وبين روح الإبداع الشبابي،
مصدر الصورة
لتقدم نموذجًا رائدًا على مستوى المدارس في إحياء التراث وتحويله إلى مساحة تربوية فاعلة وحيّة.
مشاركة واسعة شملت جميع طبقات المدرسة
شارك في الفعالية جميع صفوف المدرسة من طبقات العاشر، الحادي عشر، والثاني عشر، حيث دخلت الصفوف في منافسة راقية على لقب “أجمل وأهيب صف تراثي”. وقد ظهرت الجدية العالية في الاستعداد لهذا اليوم، إذ عمل الطلاب ومعلموهم خلال الأيام الأخيرة كخلية نحل، يجمعهم هدف واحد: تقديم صورة مشرّفة عن تراثهم، ورسم معرض يعكس تاريخ مجتمعهم وهويته وذاكرته الجمعية.
إسناد مجتمعي مُشرّف: الأهالي شركاء في النجاح
وقد تجلّت روح الانتماء أيضًا في مشاركة العديد من أهالي الطلاب الذين قدّموا باقة واسعة من الأطعمة التراثية، والحلويات العربية، والمخبوزات المنزلية الأصيلة. وأسهم هذا التعاون في تعزيز أجواء الفعالية، وفي تحويل أروقة المدرسة إلى سوق تراثي نابض يعبق برائحة القهوة، والزعتر، والمأكولات الشعبية التي تشكّل جزءًا أصيلًا من الهوية العربية الفلسطينية.
مشاركة رسمية: حضور رئيس البلدية ووفد إداري
وشهد يوم التراث حضور رئيس البلدية المحامي فراس بدحي يرافقه وفد من إدارة بلدية كفر قرع، حيث عبّر عن إعجابه الشديد بما رآه من إبداع طلابي وتنظيم مهني، مؤكدًا أنّ هذا اليوم يحمل بعدًا تربويًا ونفسيًا مهمًا للطلاب، لا سيما بعد السنوات الصعبة التي مرّ بها جيل الشباب.
وقال بدحي في كلمته: “نعم، أبناؤنا بحاجة إلى التعبير عن أنفسهم بعد خمس سنوات من الكورونا، والأزمات، والحروب. إنهم يعيدون اليوم بناء جسور الأمل والانتماء، ويثبتون أن مدارسنا ليست فضاءً تعليميًا فقط، بل مساحة للبناء الإنساني والاجتماعي.”
كما قدّم رئيس البلدية شكره لطاقم المدرسة وإدارتها على هذا الجهد الاستثنائي، وحيّا الطلاب على عزيمتهم وإبداعهم.
الإدارة المدرسية: التربية قبل التعليم… والانتماء قبل الدرجات
في كلمته، توجه مدير المدرسة الأستاذ أيمن اغبارية بتحية تقدير لكل العاملين على هذا الحدث، شاكرًا الطلاب والمعلمين والإدارة واللجان المشاركة، ومؤكدًا أنّ المدرسة تخطو بخطى ثابتة نحو بناء بيئة تربوية قادرة على التطوير الأكاديمي والتربوي معًا.
وقال: “مدرستنا اليوم تنجح في بناء قيم اجتماعية وإنسانية راسخة، بالتوازي مع تحقيق نتائج بجروت عالية. لكن الأهم من ذلك هو إفساح المجال أمام أبنائنا للتعبير عن أنفسهم، خصوصًا بعد الظروف القاسية التي مرّوا بها. التراث ليس مجرد فعالية؛ إنه مساحة شفاء وانتماء.”
كما أثنى الأستاذ أيمن على الجهود الكبيرة التي بذلتها مركزة التربية الاجتماعية المعلمة نجوى .زحالقة ، مشيدًا بدورها القيادي والتنظيمي، ومؤكدًا أن نجاح هذا اليوم لم يكن ليتم لولا تعاون طاقم المعلمين، ولجان التحكيم، وجميع العاملين.
تحف فنية داخل الصفوف: التراث حيّ… لا يُعلّق ويُزال
اللافت في هذا اليوم أن العديد من الصفوف لم يكتفِ بالزينة التقليدية، بل قدّموا مشاهد تمثيلية، وأركانًا تراثية حيّة، ونماذج فنية جسّدت المهن القديمة، واللباس الشعبي، وأدوات الفلاحة، وفنون التطريز والسدو، ما جعل الفعالية أقرب إلى معرض متكامل للتراث العربي
وقد شعر الزائر أن الصفوف لا تُزيّن للعرض فقط، بل تُشيَّد كمساحة تفاعلية تُعيد للطلاب شعورًا عميقًا بالانتماء، وتمنحهم فرصة للمسّ المباشر بالعناصر التي شكّلت حياة أجدادهم وآبائهم.
خاتمة: يوم لا يُنسى… ورسالة تتجاوز الفعالية
اختُتم اليوم بحالة رضا واسعة بين الحضور، واعتزاز كبير بما قدمه الطلاب. وتوافق الجميع على أن فعالية هذا العام تجاوزت فكرة “المنافسة” لتقدّم رسالة تربوية واجتماعية وثقافية مفادها: أن حفظ التراث هو حفظ للرواية… وأن هوية الشعوب تبدأ من لحظة الاعتراف بجذورها وانعكاسها على أجيالها.
يوم التراث في المدرسة الثانوية على اسم أحمد عبدالله يحيى لم يكن فعالية واحدة، بل رسالة انتماء متجددة، وتأكيدًا على أنّ المدرسة قادرة على أن تكون مركزًا للذاكرة الحية، والانتماء الراسخ، والعمل المشترك بين الطلاب والمعلمين والأهالي.
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
المصدر:
بانيت