جاء من مدرسة الحكمة الابتائية البقيعة : " بإشرافِ المُعَلِّمَتَيْنِ صابرين عبّاس وسماح خير، مُبادَرةٍ تُنشِئُ في طُلّابِنا رُوحَ العَطاءِ، والتَّعاوُن، والمَسؤوليّة.
مصدر الصورة
ومِن هذا الدَّربِ الّذي يَزرَعُ في الأطفَالِ حُبَّ المُبادَرة والإِحساسَ بالآخَر، نَنطَلِقُ بِخُطوَةٍ جَديدةٍ تَحمِلُ دِفْئًا ومَحبّةً لِأَطفالِ السُّويداءِ. نَسعَى في مَدرستِنا إلى أَنْ يَتَعلَّمَ طُلّابُنا أَنَّ العَطاءَ لا حُدودَ لَهُ – يَبدَأُ مِن داخِلِ المَدرَسَةِ، ويَصِلُ إِلى أَطفالٍ آخَرينَ في أَماكِنَ بَعيدَةٍ لِيَرسُمَ البَسمَةَ على وُجوهِهِم.
ومع انطلاقةِ المُبادَرة، جَمَعْنا التَّبرّعاتِ من ادوات مدرسية، حقائب، ملابس شتوية وكل ما يلزم الاطفال بِمَحبّةٍ كَبيرة، وامتلأت القُلوبُ بالخير. أحضر جميع طلابُ المدرسة التَّبرّعاتِ بِحماسٍ وتَعاطُف، يُرتّبون الأغراض، ويُضيفون إليها بَطاقاتٍ صغيرة كَتَبوا فيها كلماتٍ دافِئةً تَحمِلُ أَمَلًا وتَعاطُفًا. في كُلِّ لَحظةٍ مِن لَحظاتِ التَّحضير، رأينا القِيَم الّتي نَزرَعُها تَنمو أمامنا: الاحترام، المُشارَكَة، ورُوحُ المَسؤوليّة الّتي تُميّز طُلّابَ مدرستِنا. وهنا لا بُدَّ من توجيهِ الشُّكرِ لِأهالينا الكِرام على تَجاوُبِهِم السَّخيّ، وقُلوبِهِم الّتي دَعَمَت هذه المبادرة.
وبِالتَعاوُنٍ مع وَحدةِ الشَّبيبةِ في المَجلِسِ المَحَلّي – مُشْكورينَ على دعمِهِم – انطَلَقَ الطُّلّابُ ( طلاب صف سادس ومجلس الطلاب من صف ثالث الى سادس) في سَفَرِياتٍ إلى قَريةِ جولس، حامِلين معهم شُعورًا بالفَخرِ وبِأَنَّ العَمَلَ الّذي بَدَأ في مَدرستِنا سَيَكتَمِلُ هناك في يَومِ القِمّة.
وفي جولس، استُقبِل الطُّلّابُ بِفَعّاليّاتٍ مُمَيَّزة بِرِعايةِ المَجلِسِ الدِّينيِّ الأَعلى، وتحت إشرافِ شخصيّاتٍ كانَ لَها الدَّورُ الكَبير في إنجاحِ هذا اللِّقاء. نَتقدّمُ بِجَزيلِ الشُّكرِ والتَّقدير لِكُلِّ مَن شارَك وساهَم:
السَّيّد رامي حسن – المَسؤول عن الأُمورِ اللّوجستيّة والتَّبرّعات.
الشَّيخ رياض حمزة – مُحاضِر مِن قِبَلِ المَجلِسِ الدِّيني الدُّرزي الأعلى، قدّم مُحاضَرَةً قَيِّمَةً في مَجالِ التَّربيةِ وسيرة الشيخ امين طريف رحمه الله.
السَّيّدة فاتن عبّاس – مَسؤولة التَّوعية المَيدانيّة (הסברת שטח) في غرفة التَّقييم والمتابعة (חדר מצב חרום).
كما نَشكر المَجلِس الدِّيني الدُّرزي الأعلى ممثَّلًا بِسماحةِ الشَّيخ وطاقَمِ المُتَطوّعين على دَعمِهم وتَعاوُنِهم المُبارَك.
وازداد اليَومُ بِرَكةً حين تَبارَكَ الطُّلّابُ بِلِقاءِ فضيلة الشَّيخ مُوَفَّق طَريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الّذي أصغى لِكلماتِهم، وشَجَّع رِسالَتَهم الإنسانيّة الدّافِئة. كما أَلْقى بَعضُ طُلّابِنا كلماتٍ صادِقةٍ تَنبُضُ بِالمَحبّة والتَّضامُن، وكانَ مِن بَين الفَقَرات قَصيدَةٌ وُجِّهَت إلى سماحةِ الشَّيخ مِن تأليفِ الشّاعر تمير حيساوي – ابنِ البَقيعة – مَشكورًا على مُبادَرَتِه.
وبعد الفَعّاليّات، قام الطّلّابُ بِتَرتيبِ التَّبرّعات في كَراتين خاصّة، لِتُرسَل لاحقًا عبر بَعَثاتِ العَوْن إلى أطفالِ السُّويداءِ والقرى المُجاوِرَة. لم تَكُن التَّبرّعات مُجرَّد أَغراض، بل كانَت رِسالَةً صافيةً مِن قُلوبٍ صغيرةٍ آمَنَت أنَّ الخيرَ حين يَبدأ مِن المدرسة، يَصِلُ أينما يجب أن يَصِل.
ومع انتهاء هذا اليَوم، بَقِيَت الكَراتين مُحمَّلةً بِالمحبّة، وبَقِيَ الأَثرُ يَكبُر… فبين الطّريق مِن الحِكمَةِ إلى جولس، ومِن جولس إلى السّويداء، كَبِرَت قُلوبُ طُلّابِنا، وكَبِرَ مَعهَا الفَهمُ العَميقُ لِمَعنى الإنسانيّة.
وخِتامًا، نَتوجَّهُ بالشُّكرِ لِمديرَتِنا نَجاح بَكرِيّة على دَعمِها الدّائِم، وقيادَتِها الّتي تُؤمِنُ بِأنَّ مَدرستَنا ليست مَدرسةً فَقط، بل بيتٌ دافِئٌ يزرع القِيَم، ويُنمّي القُدرات، ويَفتَح أبوابَ المُستقبل. ونشكر مفتشة المدرسة السيدة شروق عطيلة والسيد سامر سويد رئيس لجنة اولياء امور الطلاب على مشاركتنا في هذا اليوم المميز.
هذه ليست مُبادَرةً فَقط… بَل دَرسٌ يَبقى " .
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
المصدر:
بانيت