بحث جديد بقيادة بطيرم تزامنًا مع يوم الطفل العالمي نشر في مجلة عالمية: الأطفال البدو في النقب يتصدرون اعلى نسب الوفاة وأكثر من نصف الوفيات وقعت قرب المنزل
حالات الوفاة بسبب الدهس من قبل سيارات يقودها اقارب الأطفال تعتبر الأكثر شيوعاً وفئة الأطفال حتى جيل 4 سنوات أكثر احتمالا للوفاة
عشية حلول يوم الطفل العالمي في البلاد والعالم، يستدل من بحث جديد لمؤسسة بطيرم أجري مؤخرا ونشرت نتائجه الشهر الماضي من خلال المجلة الدولية "لكبح إصابات الأولاد غير المتعمدة وتعزيز أمان الأولاد"، ان الأطفال البدو في منطقة النقب تشهد أعلى نسبة وفيات للأطفال في إسرائيل على الاطلاق بسبب الحوادث غير المتعمدة.
وكان هذا البحث الذي نشر في المجلة المذكورة تحت عنوان "الإصابات غير المتعمدة في مرحلة الطفولة بين بدو النقب: الآليات والمخاطر واستراتيجيات الوقاية"، قد أجري بقيادة قسم الابحاث التابع لمؤسسة بطيرم وعلى رأسهم الباحثون من "بطيرم" د. أفيعاد أغام، يغئال غودلر، د. إلعاد خاليف، صوفيا غودلر-برات، وبالتعاون مع البروفيسور فرنسيس ميموني وهو طبيب أطفال ومحاضر في كلية الطب في جامعة تل ابيب وفي قسم الابحاث التابعة لصندوق المرضى لؤوميت، ود. جوزيف مندلوفيتش وهو القائم بأعمال مدير عام وزارة الصحة وهو طبيب كبير في قسم علاج الطوارئ في مستشفى شعاري تسيديك. وتطرق البحث الى مجمل وفيات الأطفال البدو الناجمة عن الإصابات غير المتعمدة واقتراح استراتيجيات وقائية مُكيفة ثقافيًا لمعالجة هذه الأزمة في منطقة النقب لدى الاسر البدوية.
وبحسب نتائج البحث فان نسبة وفيات الأطفال بسبب الإصابات غير المتعمدة في المجتمع العربي أعلى بـ 2.9 مرة مقارنة باليهود، في حين اعتبر البحث ان حوادث الطرق تُشكِّل السبب الرئيسي للوفيات. اما فيما يتعلق بالمجتمع البدوي في النقب، فقد أظهر البحث ان نسبة وفيات الأطفال بسبب حوادث غير متعمدة اعلى بـ 3.14 هناك مقارنة مع سائر الفئات السكانية العربية في البلاد.
وما يثير القلق أيضا في هذا البحث ان أكثر من نصف (53.3%) الوفيات التي وقعت في المجتمع البدوي في النقب وقعت بالقرب من المنزل - وهي نسبة أعلى بكثير من المعدل القطري وغالبًا ما كانت هذه الحوادث تتضمن حالات دهس للأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين 0-4 سنوات من قبل أفراد أسرهم. وأشار الباحثون على ضوء هذه المعطيات ان هذه المعطيات تشدد على الحاجة في التداخل المجتمعي القائم على معطيات واقعية، بهدف تقليل الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمدة بين السكان البدو، وتعزيز امان الأطفال في المجتمعات المهمّشة.
واستند هذا البحث في رصد معطيات واعداد الإصابات والوفاة الى مصادر عدة اهمها سجل الوفيات الوطني والمعطيات المنبثقة عن المستشفيات والمراكز الطبية واقسام الطوارئ وما الى ذلك.
وخلص الباحثون الى أن هذه الإصابات تعتبر مشكلة اجتماعية كبيرة ناجمة عن مجموعة من العوامل المؤسساتية والاجتماعية التي تؤثر على سلامة الأطفال مشيرون الى ضرورة التعاون بين مختلف الأجهزة والجهات من أجل تعزيز أمان الأولاد في الفئات السكانية الضعيفة. كما أكد الباحثون على أنه يتوجب على الدولة ان تتحمل مسؤولية مركزية بالنظر إلى الفوارق الاجتماعية والاقتصادية ونقص البنية التحتية الآمنة لضمان سلامة وامان الأولاد في هذه المجتمعات، في حين ان خطوات عديدة قد بوشر العمل بها في هذا السياق لكن ما زال الامر يتطلب استثمارا أكبر.
واقترح الباحثون لمعالجة هذه الفجوات الحادة في نسب الإصابات غير المتعمدة للأطفال مجموعة من الإجراءات التي تتطلب تعاونًا متعدد الأطراف وشملت التوصيات: تحسين الظروف المعيشية والبنية التحتية في القرى غير المعترف بها، بما في ذلك توفير مناطق لعب آمنة وطرق معبدة، ظروف إضاءة ملائمة، وجدران واقية في مصاعد الدرج والأمان العالية وغيرها.
بالإضافة الى الشروع بحملات توعية عامة مُكيفة ثقافيًا للتركيز على القيادة الآمنة خاصة في المناطق السكنية والمراقبة الفعالة للأطفال من قبل الأهل، وسن تشريعات تُلزِم بتركيب كاميرات الرجوع للخلف في المركبات والتشديد على ضرورة تطبيق قواعد السلامة على الطرق وتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية من خلال العيادات المتنقلة لضمان الحصول على علاج سريع في حالات الطوارئ. كما شددت الدراسة على أن بناء الثقة بين المجتمع البدوي والجهات الحكومية هو شرط أساسي للنجاح في تغيير هذه المعطيات. وأشار الباحثون الى ان اتباع هذه التوصيات من خلال التعامل مع العوامل الهيكلية والسلوكية سيتيح للدولة الوفاء بواجبها في حماية حياة الأطفال البدو وتقليص الفجوات الحادة في معدلات الإصابات غير المتعمدة.
بدورها تطرقت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد أورلي سيلفينجر، الى معطيات هذا البحث وقالت: " ان إصابات الأطفال في المجتمع البدوي هي ظاهرة مقلقة تتطلب معالجة فورية. يتعرض الأطفال في النقب، وخاصة في المجتمع البدوي، للإصابة بمعدل أعلى بكثير من المعدل الوطني. هذا الامر يتعلق بفجوات في المعرفة، والوصول إلى الخدمات، وكذلك بالبنى التحتية غير الآمنة. جمعية بطيرم تستثمر جهوداً كبيرة في العمل على برامج تداخل مجتمعي لرفع الوعي في المجتمع البدوي. السلامة والأمان هي حق أساسي لكل طفل، ونحن نعمل لكي يتمكن كل طفل، في كل بلدة وفي كل مجتمع، من العيش بأمان".
المصدر:
كل العرب