كشف تحقيق صحفي مشترك بين سيحا مكوميت (لوكال كول) ومجلة +972 وصحيفة الغارديان البريطانية عن وفاة 98 معتقلًا فلسطينيًا داخل السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023، وفق بيانات رسمية حصلت عليها منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان من الجيش الإسرائيلي ومصلحة السجون.
وبحسب التحقيق، تظهر تقارير تشريح وشهادات معتقلين أن عددًا كبيرًا من الوفيات ناتج عن تعذيب، إهمال طبي، وتجويع، في وقت تقول فيه المنظمة إن المؤسسات الرسمية لم تقدّم منذ أكثر من عام تقارير كاملة عن أعداد المعتقلين أو ظروف احتجازهم.
وأفاد التقرير بأن 69 من الوفيات تعود لمعتقلين من قطاع غزة، إلا أن قاعدة بيانات استخباراتية داخلية تشير إلى أن إسرائيل تصنّف أقل من ثلثهم فقط على أنهم منتمون لفصائل مسلحة، ما يعني أن غالبية من توفوا من غزة مدنيون وفق التصنيف الإسرائيلي نفسه.
ووفق المعطيات التي جمعها التحقيق، فإن 44 معتقلًا توفوا في مراكز احتجاز تابعة للجيش الإسرائيلي، أبرزها معتقل سديه تيمان الذي سُجلت فيه وحده 29 حالة وفاة، بينما توفي 46 معتقلًا آخرين في سجون تابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية، منها سجن كتسيعوت ومجدو ونفحة.
كما تظهر الوثائق أن ثمانية معتقلين توفوا دون تحديد مكان وفاتهم، وأن 18 معتقلًا من غزة توفوا دون إبلاغ عائلاتهم، التي علمت بوفاتهم عبر الإعلام.
وحصل فريق التحقيق على 10 تقارير تشريح أُجريت بحضور أطباء من طرف العائلات، وتبين أن خمسًا منها توثق إصابات خطيرة، مثل كسور في الأضلاع ونزيف داخلي وكدمات واسعة، فيما رصدت ثلاث حالات وفاة نتيجة إهمال طبي مباشر، بينها وفاة شاب بسبب الجوع، وآخر مصاب بالسرطان لم يتلق علاجًا، وثالث مريض بالسكري حُرم من الإنسولين.
ونقل التحقيق شهادات معتقلين تحدثوا عن اعتداءات متكررة داخل الزنازين، ورفضٍ متواصل لتقديم العلاج، وقال أحدهم إن زميلًا له صرخ لساعات طالبًا طبيبًا قبل أن يفارق الحياة.
ويشير التحقيق إلى أنه لم يُقدّم أي جندي أو سجان للمحاكمة في ما يتعلق بحالات الوفاة الـ98، باستثناء جندي أُدين سابقًا في واقعة تعذيب منفصلة في معتقل سديه تيمان.
ويخلص التحقيق إلى أن هذه المعطيات تعكس، وفق المنظمات الحقوقية، تدهورًا غير مسبوق في ظروف الاحتجاز منذ اندلاع الحرب، وتوسعًا في الحالات المرتبطة بالعنف والإهمال داخل مراكز الاعتقال.
المصدر:
بكرا