أول مقال قرأته للكاتب يحيى دهامشة نشر في موقع "كل العرب" بتاريخ 23/01/2021 وحمل عنوان " خطاب الثوابت وخلفيته الكئيبة" موقّع باسم يحيى دهامشة – محامٍ وقانونيّ. وقد تضمن المقال لسعة لـ "عرب الداخل" وهو يقصد بالطبع "فلسطينيو الـ 48 ". ولا أدري ما الهدف من استخدام عبارة "عرب الداخل" فكل العرب في الدول العربية هم عرب الداخل لكن لكل دولة تعريف رسمي ولنا أيضاً تعريف رسمي. لكن هنالك من يميل لتسمية "عرب إسرائيل" والتي ابتدعتها دولة "قانون القومية" وهو القانون العنصري الذي وافق عليه متصور عباس (معلم) المحامي دهامشة، بدون حياء أو خجل من شعبه. نحن أيها القانوني "فلسطينيّو الـ 48 "، (واللي مش عاجبو يبلط البحر).
مرة ثانية قرأت للكاتب مقالاً جديدا أول أمس الأحد في نفس الموقع بعنوان "الهجوم على الموحّدة: معادلة تخدم الجميع… إلا المجتمع العربي". هذه المرة يحمل توقيع " المحامي يحيى دهامشة- أمين عام القائمة العربية الموحدة ورئيس المكتب السياسي في الحركة الإسلامية وتجاهل قصداً إضافة كلمة (الجنوبية). في الحقيقة عتدي عدة ملاحظات على المقا، لكن أكتفي بالإشارة لإثنتين:
أولهما، أن صفة الكاتب طويلة جداً وهي أطول من عنوان المقال وكان بإمكانه أن يكتفي بصفته المهنية "محام وقانوني" لكنه اختار تكبير وتوسيع صفته بالجنوبية والموحدة اعتقاداً منه أن ذلك يعطيه قيمة أكبر. هناك ساسة كبار يكتبون فقط بأسمائهم رغم وجود صفات كثيرة لهم، وهناك رجال قانون كبار يكتبون مقالات موقعة بصفة مختصرة جدا علما بأن الصفات الإضافية لديهم تحتاج إلى فقرات وليس الى جمل. واضح أن دهامشة أدخل قصداً صفته السياسية لسببين: للتعريف به سياسياً وخدمة "لموحدته وجنوبيته".
عل كل حال المحامي يحيى دهامشة، أمين عام القائمة العربية الموحدة ورئيس المكتب السياسي في الحركة الإسلامية، لم يسبق لي التعرف عليه، لكني عرفت والده المحامي عبد المالك القيادي في نفس الحركة عن قرب. دهامشة تحدث في مقاله الأخير عن "حملة هجوم على القائمة العربية الموحّدة وعلى رئيسها الدكتور منصور عباس، من جهاتٍ إعلامية وحزبية يهودية تحاول ربطها بجهات معادية للدولة". قد يكون ذلك صحيحا وليس مستغرباً. لكن يحيى دهامشة ذهب الى أبعد من اتهام جهات يهودية بقوله:" وأيضًا من فئات سياسية وإعلامية عربية تستغلّ هذه المواد ذاتها وتعيد تدويرها حسب أهوائها داخل مجتمعنا العربي. والهدف: تسجيل نقاط سياسية على حساب الموحّدة." هذا يعني أنه وضع أبناء جلدته مع متطرفين يهود في نفس السلة. أليس ذلك عيباً؟
قلت اني قد أتفق مع دهامشة فيما يتعلق بالجانب اليهودي، لكني أرفضه على الجانب العربي ولا سيما الإعلامي منه. هناك مثل شعبي يقول:" اللي على عينو خشبة ما بقول لآخر على عينك قشة". والسؤال المطروح على دهامشة: ألم يقرأ الهجمات الكثيرة من منصور عباس على قادة أحزاب عربية؟ وأنا هنا أترفع عن ذكر الأسماء. فهل يحق لمنصور ما لا يحق لغيره؟ أم "أنه ابن فرفور ذنبه مغفور".
يبقى علي القول ان المحامي الشاب يحيى دهامشه، وعذراً لعدم تكرار صفته لكي لا يمل القارئ، "خربط الحابل بالنابل" وقفز عن العدالة، لكنه وللحق أصاب في الشق الأول من عنوان مقاله: "الهجوم على الموحّدة: معادلة تخدم الجميع" ويا ليته اكتفى بهذا القدر.
المصدر:
كل العرب