منذ آخر زيارة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن في مارس/آذار 2018، وحتى الزيارة التي يستهلها الإثنين إلى العاصمة الأمريكية، مضت سبع سنوات، مرّ خلالها المشهد بتحوّلات كبيرة وجذرية. السعودية اليوم ليست كما كانت قبل هذه السنوات السبع؛ فقد أظهرت – كما يرى ساستها ومراقبون - قدرتها على لعب أدوار مؤثّرة على مستويات عدةّ، اقتصادياً وسياسياً واستراتيجياً.
على الصعيد الاقتصادي، رسّخت المملكة دورها المحوري في سوق الطاقة العالمية من خلال موقعها المؤثّر في تحالف "أوبك بلس"، ما منحها قدرة أكبر على التأثير في أسعار النفط واستقرار الأسواق الدولية. كما شرعت في فتح أبوابها للاستثمارات الأجنبية بشكل غير مسبوق، سعياً لتنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد التقليدي على النفط،
وجذب التكنولوجيا والخبرات العالمية لتعزيز قدرتها التنافسية في المنطقة.وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي، برزت السعودية كلاعب أساسي في الوساطة الدولية، خاصة في ما يتعلّق بالحرب الروسية الأوكرانية، من خلال لعب دور الوساطة في هذا الملف، بما شمل استضافتها محادثات بين موسكو وواشنطن. كلّ هذه الجهود تُظهر تحوّلاً في دور الرياض على الساحة الدولية، من التركيز على الاقتصاد والنفط إلى الانخراط في الملفّات الإقليمية والدولية المرتبطة بالسياسات والأمن والاستقرار.
المصدر:
كل العرب