كان يوم الخامس عشر من هذا الشهر يوما مميزاً للمجتمع العربي بشكل عام، و( للتجمع، الموحدة ونيفين أبو رحمون بشكل خاص). ففي هذا اليوم شهد المجتمع العربي انتخابات رئاسة لجنة المتابعة، التي تنافس عليها في البداية أربعة رجال وخامستهم امرأة . لكن في النهاية انسحب ثلاثة، و بقي رجل سياسي عريق وامرأة، لم تكن برأيي عقلانية في الترشيح. فثد حشرت نفسها في هذه "المعمعة" مع علم تام مسبق (لو أجرت حساباتها بدقة) أن لا حظ لها بالفوز في ظل هكذا منافسة حساسة على منصب في غاية الأهمية، لا يمكن لامرأة الفوز به، إلاّ إذا كانت "من عظم الرقبة."
ال فائز في رئاسة لجنة المتابعة اسمه د. جمال زحالقة (تهانينا القلبية له). هو سياسي له رصيد كبير في حياته السياسية، إن كان ذلك من خلال نشاطه الحزبي في حزب "التجمع الوطني" الذي ترأسه فترة ما، أو من خلال تمثيله لحزبه في الكنيست سنوات طويلة. وله أيضا رصيد في السجن حيث أمضى سنتين في زنزانات اسرائيل بسبب مواقفه الوطنية.
"الموحدة" باعتقادي كانت الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات حتى لو لم تشارك فيها. حسابات حقل منصور عباس لم تتطابق مع حسابات بيدره. فقد حاول بشتى الطرق أن يفصّل انتخابات حسب مقاييسه ليضمن أغلبية لمرشح الموحدة لكنه فشل في ذلك. فقد حاول إدخال ممثلين عن القرى غير المعترف بها في التقب في انتخابات لجنة المتابعة وفشلت محاولته، وحاول تغيير دستور لجنة المتابعة وفشل، كما حاول تغيير سير عملية الانتخابات وكان الفشل نصيبه.
لم يبق أمام منصور عباس سوى الانسحاب من انتخابات لجنة المتابعة حفاظا على سمعة الموحدة وإبعاد الفشل عنها. لكن النتيجة كالنت عكسية بالضبط. فعدم المشاركة بشكل رسمي هو هروب من الفشل والمسؤولية، وهروب من الواقع الذي يقول ان لا مكان للموحدة لرئاسة المتابعة.
لجنة الانتخابات المنبثقة عن المجلس المركزي للمتابعة والمخولة بإدارة الانتخابات قالت صراحة في بيانها ان كافة مركبات اللجنة وافقت على يوم الانتخابات بقولها:" ان اللجنة تؤكد استمرار الانتخابات، وفق القرارات التي تم اتخاذها من كافة مركباتها دون استثناء" هذا يعني ان "الموحدة" كانت موافقة، لكنها غيرت رأيها فيما بعد وأصدرت بيانا قالت فيه:" لا شرعية لانتخابات مبنية على العنجهية والتلاعب بالدستور"
السؤال الذي يطرح نفسه: تشارك في لجنة المتابعة رؤساء السطات المحلية العرب وأعضاء الكنيست العرب من الأحزاب التي تمثل القضايا العربية وممثلين عن أحزاب سياسية وتنظيمات عربية غير برلمانية. فلو كان، هناك تجاوز للدستور كما تدعي "الموحدة" فلماذا لم يحتج أحد من هؤلاء؟ الموحدة وحدها (ومناصريها الثلاثة المنسحبين من الانتخابات علي زيدان، سائد عيسى وعطا أبو مديغم) هم الذين قاطعوا الانتخابات فقط.
ضحكت بل وسخرت من النقطة الرابعة في البيان الأخير الذي أصدرته "الموحدة" والتي تقول:" انطلاقًا من مسؤولياتها القيادية فإنّ الحركة الإسلامية (والمقصود هنا الجنوبية) والقائمة العربية الموحدة لا تدعو لمقاطعة انتخابات المتابعة، أو مقاطعة لجنة المتابعة نفسها".
ليش إنتو مين برد عليكو لو دعيتو للمقاطعة. "بلا هبل".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
المصدر:
كل العرب