آخر الأخبار

أزمة لجنة المتابعة: بين فقدان الثقة واحتكار القرار

شارك

تتزايد في الآونة الأخيرة الأصوات التي تطالب بتأجيل انتخابات لجنة المتابعة العليا، في ظل حالة من الارباك وعدم الثقة بين مكوّنات المجلس والهيئات الحزبية التي باتت تُمسِك بمفاصل هذا الصرح الوطني.

فبدل أن تكون لجنة المتابعة سقفًا جامعًا للجماهير العربية، تحوّلت تدريجيًا إلى ساحة خاضعة لهيمنة حزبية تُقصي المستقلين، وتُهمّش المبادرات الجديدة، وتُضيّق المساحة أمام التمثيل الحر..
المفارقة الأشد وضوحًا تكمن في أن قرى النقب غير المعترف بها - رغم كثافة سكانها ومعاناتها - لا تجد تمثيلًا يوازي حجمها ولا يعكس احتياجاتها، وكأنها خارج الخارطة الوطنية والتمثيلية. وفي الوقت ذاته، تواصل “الرباعية” إحكام قبضتها على المشهد البرلماني، لتصبح السيطرة على لجنة المتابعة امتدادًا آخر لهذا النهج الإقصائي الضيق..

وبرغم مقاطعتي للانتخابات البرلمانية، وما وجّهته من نقدٍ حادّ لآلية اختيار قيادة لجنة المتابعة، فإن الصورة الحالية تزيد النفور وتُعمّق الفجوة بين الجماهير وهذه الهيئات. لقد باتت المقاطعة - لي ولعدد كبير من أبناء شعبنا ـ العنوان الأصح في مواجهة هذا النهج البائد المُشرذَم، الذي لا يمنح الناس صوتهم الحقيقي ولا يعكس إرادتهم الحرّة..

لم تعد الهيئات القيادية قادرة على إقناع الناس بخطابها التقليدي، فالجماهير التي كانت ترى في هذه المؤسسات ملاذًا وطنيًا باتت اليوم تشعر بأن الأطر الحزبية اختطفت قرارها. وحين يغيب الصوت الحرّ، تتسع دائرة اللامبالاة، ويصبح النفور موقفًا واعيًا أكثر من كونه انسحابًا..

إن المشهد العام يُشير بوضوح إلى أن الثقة قد نُزعت من أهلها، وأن السقف الذي كان يُفترض أن يكون مظلة لكل العرب في الداخل، بدأ ينهار تحت وطأة التسلط الحزبي وغياب رؤية حقيقية للإصلاح. لقد تحوّل هذا الإطار الوطني إلى مساحة للخلاف والانقسام بدل أن يكون عنوانًا للوحدة والعمل الجماعي..
إن لجنة المتابعة بحاجةٍ ماسّة إلى إعادة بناء آلياتها، وتطوير أدوات عملها، وفتح أبوابها أمام طاقات مستقلة تعبّر عن الشارع العربي، بدل أن تبقى أسيرة صفقات حزبية أو معادلات ضيقة لا تخدم مستقبل جماهيرنا.
ويبقى السؤال المفتوح:
إلى متى سيستكثر البعض على جماهيرنا العربية سقفًا وحدويًا حرًا؟ وما العمل إذا استمرت الهيمنة على كل موقع وطني حتى آخر رمق.؟

المشهد الحالي بحاجة الى آلية ترميم تلك اللجنة ونزعها من الحزبية السياسية ،ضمن آلية ديمقراطية يتفق عليها من خلال مشاركة القرى والمدن العربية في الانتخاب والاختيار، وهذا ايضا ينطبق على الاحزاب العربية المتربعة في آن واحد.. فقط بهذا النهج يمكننا ان نوحد الجماهير نحو انطلاقة حديثة تجدد الحاضر والمستقبل معا..
اللهم اني نبهت بعدما كتبت واستنتجت وحللت واقعا جليا بحاجة الى علاج جذري.. وان كنت على خطأ
فصححوني..!

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا