في مشهد ثقافي مهيب، شهد القصر الثقافي في بلدية كفرقرع مساء أمس الأول نجاحًا أسطوريًا لمهرجان “من كفرقرع إلى بيروت”، الذي جمع أكثر من خمسمائة وخمسون مشاركًا ومشاركةً من كفر قرع ومن مختلف أنحاء المجتمع الفلسطيني
مصدر الصورة
من اقصى الشمال حتى اقصى الجنوب، في احتفاء فني وإنساني إستثنائي ساحر وأخاذ بالموسيقار العبقري الفذ الراحل زياد الرحباني.
تألقت خلال الأمسية جوقة بيات الموسيقية في عرضها المذهل بعنوان “بلا ولا شي” بقيادة المايسترو الموسيقي درويش درويش وكوكبة من العازفات والعازفين والمغنيات والمغنين ابناء الوطن، والذي جاء كتحية وباقة محبة من كفرقرع إلى بيروت، ومن الوطن إلى لبنان، وللسيدة فيروز ام الزياد، في تجسيد راقٍ لوحدة الإبداع والموسيقى والوجدان العربي مع تطرق لعظمة اللقاء الفني بين الايقونة فيروز والقامة الموسيقية زياد الرحباني، هذا اللقاء الذي جعل فيروز تغني لتطهر الوجع وتقول ما لا يجرؤ اي فن ان يقوله.
استُهلّت الأمسية بكلمة افتتاحية أدارتها ببراعة لافتة مديرة القصر الثقافي السيدة مها زحالقة مصالحة، التي أبدعت في وصف المسيرة الفنية والإنسانية للموسيقار الفذ زياد الرحباني، مُضيئةً على موروثه الموسيقي الخالد وتأثيره العابر على الأجيال والحدود وكونه نصيرا بارزا لقضايا المستضعفين والفقراء في الارض. كما وجهت تحية لجارة القمر السيدة فيروز واصفة اياها بأنها صوت من نور نزل على جبين الصباح لتضيء روح الارض.
ثم اعتلى المسرح المحامي فراس احمد بدحي، رئيس بلدية كفرقرع، الذي عبّر عن فخره واعتزازه بهذا الحدث الثقافي النوعي والحضور العظيم من كل اقطار المجتمع العربي، مشيدًا بالجهود الجبارة التي بذلها القصر الثقافي وقسم الثقافة والتربية اللامنهجية لإخراج هذا المهرحان الى النور بأرقى حلة، وبالحضور الواسع الذي عكس اهتمامًا وطنيًا وثقافيًا من مختلف أنحاء المجتمع الفلسطيني. كما اكد المحامي بدحي عزم البلدية للمضي قدماً بتقديم برامج ثقافية مميزة تتناسب مع ثوابتنا المجتمعية، الوطنية، التاريخية والدينية تعزيزا لكون كفر قرع عاصمة الثقافة العربية في البلاد ومزارا لكل افراد المجتمع، مشيدا بدور الثقافة بدحر آفة العنف والجريمة وانعكاساتهما المقيتة على مجتمعنا.
وجاء المهرجان بتنظيم وإشراف مكتب الرئيس وقسم الثقافة والتربية اللامنهجية/ القصر الثقافي في بلدية كفرقرع، وبتمويل كامل من وزارة الثقافة ضمن سلسلة نشاطات تشرين الثقافة، تأكيدًا على التزام رؤيا بلدية كفر قرع بدعم المشهد الثقافي المحلي وتطوير الحراك الفني واثراء الذائقة الفنية للقاعدة الجماهيرية القرعاوية التي تستحق اجمل بواكير الثقافة واكثرها جمالاً وعمقاً.
ولمدة ساعتين من الزمن ابدعت جوقة بيات بإدخال البهجة الى قلوب الناس بقالب مسرحي وموسيقي ساحر، ليتفاعل الجمهور بحماس منقطع النظير مع مقاطع الأمسية الموسيقية، مردّدين الأغاني الخالدة للسيدة فيروز والموسيقار زياد الرحباني بشغف وحماس وقادّين، ليغدو المهرجان مساحة نابضة بالحب والموسيقى والذكريات، تؤكد أن الفن الأصيل ما زال قادرًا على جمع القلوب وتوحيدها على نغمة واحدة تنبض بالروح ولا تنضب.
وقد حظيت الفعالية بأصداء محلية وقطرية رائعة لما حملته من رقي وتنظيم لافت ومميز يليق بالموسيقار زياد الرحباني.
المصدر:
بانيت