آخر الأخبار

على دلعونا على دلعونا قتل الشمالي غيّر اللونا

شارك

في العام 1973 قدم لنا الفنان الشعبي السوري أغنية "على دلعونا على دلعونا هوا الشمالي غيّر اللونا." لكن هذا "الهوا الشمالي" الذي تحدث عنه صباح فخري تحول عندنا الى "قتل شمالي " غيرّ لون الحياة فعلاً في مجتمعنا العربي، الذي يعاني من جحيم القتل بشكل عام وفي الشمال بشكل خاص.

التقارير الرسمية تقول ان 227 حالة قتل وقعت في المجتمع العربي هذا العام حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي الذي سجل وحده 32 ضحية( 16 جريمة ذات خلفية اجتماعية و16 ذات خلفية جنائية) بمعدل ضحية كل أقل من 24 ساعة. ويقولون ان هذا الرقم الأعلى تاريخيًا في المجتمع العربي خلال شهر واحد. ورغم أن "الشمال" معروف عالمياً من ناحية جغرافية انه أكثر ازدهارا، لكن عندنا هو العكس تماماً لأن منطقة الشمال في مجتمعنا العربي سجلت أكثر نسبة قتل حيث بلغت نسبة ارتكاب جرائم القتل فيها 48.5% من جرائم القتل.

الأمر المقلق جداً، وحسب تقرير مركز "أملان" أن 55% من ضحايا القتل في مجتمعنا العربي شباب تتراوح أعمارهم بين 25 و39 عامًا. وأن 91.6% من ضحايا جرائم القتل منذ بداية العام من الرجال.

وعن سبب تفشي العنف في مجتمعنا توجه الاتهامات للحكومة والشرطة بسبب التقصير في أداء واجبها. ولكن الحديث عن السبب لا يكفي لأن الأهم هو الحلول. مركز "أمان" يقنرح عدة حلول أولها تشكيل لجان حراسة محلية منظّمة كنموذجي كفر قاسم وكفر مندا. أكيد هذا الحل غير مجدي لأن غالبية حالات القتل تقع في النهار. اقتراح آخر (بتفعيل دور المدارس كشريك أساسي في الوقاية من العنف). هذا مضحك بالفعل. كيف يمكن للمعلم أن يتحرك وهو الذي يتعرض لعنف كلامي وأحيانا يدوي من طلاب. كيف يمكن أن ينشط وهو إن وبخ طالبا لسلوكه، يحضر الطالب والده في اليوم التالي للمدرسة ويهين المعلم.

ومن بين الاقتراحات المطروحة دعوة إلى خطة حكومية ملزمة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، وتوسيع المشاركة العربية في مراكز صنع القرار. لكن هل الحكومة معنية ومهتمة بما يجري في المجتمع العربي. اليميني المتطرف بن غفير الكاره للعرب عامة والفلسطيني خاصة يريد التخلص من "عرب إسرائيل" وليس مساعدتهم في مواجهة العنف.

كشف بحث اجراه "معهد طاوب لأبحاث السياسة الاجتماعية في إسرائيل" انه لو كان المجتمع العربي دولة، لاحتلَّ المرتبة الثالثة من ناحية جرائم القتل بعد كولومبيا والمكسيك. "ما شاء الله علينا" مجتمعات تسجل إنجازات في العلم ونحن نسجل "إنجازات" في القتل.

سئل النابغة والفيلسوف اللبناني الراحل جبران خليل جبران: "من أنتم؟" فكان جوابه عبارة عن رسالة تم العثور عليها وجاء فيها:" نحن الذين نأكل قلوبنا طعاما، ونحن عقدة لم تحلها الأيام وستبقى غير محلولة، نحن باب ضاعت مفاتيحه وسنظل بابا موصدا." وهذا ينطبق تماما على مجتمعنا العربي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا