قال المحلل السياسي محمد دراوشة في تصريحات خاصة لموقع بكرا إن التمثيل النسائي في السياسة ليس مجرد مطلب حقوقي، بل ضرورة وطنية واجتماعية تمس مستقبل المجتمع العربي داخل إسرائيل. وأوضح أن المرأة، التي تشكل نصف المجتمع، تضيف بصوتها وتجربتها بعدًا مهمًا لصناعة القرار، خاصة في مجتمع يواجه تحديات مركبة كما هو حال المجتمع العربي، ما يجعل حضورها السياسي شرطًا لأي عملية تغيير حقيقية.
وأضاف دراوشة أن النساء العربيات أثبتن قدرتهن على تحمل المسؤولية السياسية والقيادية، مشيرًا إلى أن حضورهن في مجالات التعليم والعمل الاجتماعي يفوق الرجال من حيث العدد والكفاءة، إذ يشكلن الأغلبية في الجامعات وفي قطاعات مهنية مؤثرة. وقال إن هذا الواقع يعكس جاهزية كاملة لتولّي النساء أدوارًا سياسية متقدمة، غير أن المؤسسات السياسية لم تستوعب بعد هذا التحول.
الكنيست والمجالس المحلية
وأشار إلى وجود قصور واضح في التمثيل النسائي داخل الكنيست، والمجالس المحلية، ولجنة المتابعة العليا، وحتى في الأطر الحزبية والمجتمعية، معتبرًا أن هذا الغياب يدل على عدم نضوج هذه المؤسسات وفشلها في تمثيل المجتمع بشكل متوازن. وأكد أن إقصاء النساء يؤدي إلى تغييب قضايا مركزية عن جدول الأعمال العام، ويضعف شرعية المؤسسات التي تدّعي تمثيل المجتمع العربي.
وأوضح دراوشة أن معالجة هذا الخلل تتطلب عملًا ممنهجًا على مستويات عدة، تبدأ من دعم الأحزاب لترشيح نساء في مواقع متقدمة، وتهيئة بيئة سياسية آمنة خالية من التمييز، وصولًا إلى تشجيع النساء على الانخراط في العمل العام منذ الصغر، وبناء تحالفات نسوية عابرة للأحزاب والانتماءات.
وختم بالقول إن التمثيل النسائي ليس ترفًا سياسيًا بل ضرورة مجتمعية لبناء واقع عادل ومتوازن، مشددًا على أن المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل صانعة التغيير فيه. وأضاف أن على المجتمع العربي أن يراجع مفاهيمه حول القيادة، وأن يفتح المجال أمام النساء ليكنّ شريكات فعليات في صياغة المستقبل، لأن غيابهن عن مواقع القرار هو خسارة جماعية تمس الجميع دون استثناء.
المصدر:
بكرا