ردا على إمكانية عودة الحرب في قطاع غزة بعد ليلة صعبة، أكد المحلل المختص بالشان الاسرائيلي عماد ابو عواد أن المقصود بعودة الحرب هو عودة شكلها السابق، أي مرحلة الإبادة المكثفة التي تخللها قتال بري للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة.
وقال لموقع بكرا "باعتقادي هذا الشكل لن يعود، لكن ما يحدث حالياً هو شكلٌ من أشكال الحرب."
وأوضح ابو عواد أن استمرار الاحتلال، وتعقيد دخول المساعدات، والخروقات الإسرائيلية العنيفة التي حدثت مرتين منذ توقيع الاتفاق، إضافة إلى الخروقات اليومية الأخرى كلها تُعد أشكالا من الحرب.
وأضاف أن ما تسعى إليه إسرائيل هو تجميد الواقع كما هو، مع الإبقاء على خروقات مكثفة بين الحين والآخر، وهي خروقات تُشبع رغبة اليمين الإسرائيلي، وتمنح انطباعا بأن نتنياهو يتصرف بمسؤولية بمعزل عن واشنطن، وأن إسرائيل ما زالت تملك مساحة عمل حرة وغير مكبلة الأيدي. وفي المقابل، تُقنع إسرائيل واشنطن والعالم بأنها أوقفت الحرب، مما يؤدي إلى تراجع الضغط الدولي عليها.
وأشار ابو عواد إلى أنه من خلال تراجع المسيرات والاحتجاجات مقارنة بالسابق، موضحا أن هذا الوضع يريح الجيش والمجتمع الإسرائيليين من نوع القتال الذي كان مكلفا جدا على جنود الاحتياط وعلى الاقتصاد الإسرائيلي.
وقال إن إسرائيل اليوم مرتاحة لأنها تضرب من الجو فقط، بينما كان الشكل السابق يتضمن قتالا مباشرا ومرهقا، ولذلك فهي غير معنية بالعودة إليه.
ويرى ابو عواد أننا أمام مرحلة تسعى فيها إسرائيل إلى تحقيق أهداف استراتيجية من خلال استمرار هذا الضغط، منها: التهجير، إعادة صياغة غزة بالشكل المرغوب إسرائيليا، تعطيل مسار القضية الفلسطينية ككل.
وقال ان إسرائيل تدرك أنه إذا استطاعت تجميد الواقع في غزة كما هو، فإن النقاش الدولي سيبقى محصوراً حول القطاع، ولن يكون هناك حديث عن استحقاقات أخرى تتعلق بالضفة أو بالقضية الفلسطينية عموماً.
ورجح ابو عواد أن شكل الحرب الحالي سيستمر، أي عبر الضغط والتجويع وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ومضاعفتها لتحقيق أهداف بعيدة المدى، من دون العودة إلى نمط الإبادة والقتال السابق، سوى على شكل غارات جوية متقطعة بين الحين والآخر.
المصدر:
بكرا