آخر الأخبار

قطار "قائمة مشتركة جديدة" لن ينطلق...لماذا؟

شارك

قرأت مقالاً في هذا الموقع يوم الأحد الماضي بعنوان " القائمة المشتركة الجديدة.. هي الطريق الأقصر لمواجهة الأخطار" للكاتب إبراهيم عبد الله صرصور، الذي وعلى ما يبدو فاضت قريحته في الحديث والتحليل عن الأمل في مولودة جديدة في المجتمع العربي تحمل اسم "القائمة المشتركة الجديدة."

لفت نظري مطلع المقال، الذي أراد الكاتب منه إفهام القارئ، ان مضمون المقال هو موقف شخصي حيث قال حرفياً. " هذه رؤية خاصة على مسؤولتي الشخصية لا أمثل فيها أحدا". واضح أن صاحب المقال المعروف بأنه قيادي في الحركة الإسلامية الجنوبية التي ترأسها ومثلها في الكنيست، أراد في مقاله أن يغرد خارج سرب الجنوبية. يطرح الكاتب " رؤية مبدئية لتوحيد الأحزاب العربية في مشتركة جديدة أقدمها كمادة للعصف الذهني على ضوء حالة الجمود السائدة حاليا" ويعتبر أن استمرار هذه الحالة هو أمر سيء قد " تهدد فرص اطلاق قطار المشتركة الجديدة."

لا أدري لماذا الإصرار على محاولة إحياء "المشتركة الرباعية" رغم عدم وجود أي أساس سليم لبناء هذه المشتركة المنشودة. كل اللقاءات التي تمت لغاية الآن بين الأحزاب الأربعة ( الجبهة، العربية للتغيير، التجمع والموحدة) التي تكوّن المشتركة، لم تسفر عن نتائج تشير الى توافق هذه الأحزاب. الحديث يدور دائما عن أحزاب أربعة فقط، وأين بقية الأحزاب والشخصيات المستقلة الفاعلة في مجتمعنا العربي؟

الكاتب إبراهيم عبد الله صرصور يتحدث عن وضع سيء يسود المجتمع العربي، فماذا فعلت أحزاب "عرب إسرائيل" في الكنيست لتحسين هذا الوضع؟ قطار المشتركة الذي يتحدث عنه الكاتب لا يمكن أن ينطلق بدون سكة حديد وبدون طاقم مهني. سكة الحديد لقطار المشتركة هي القاعدة الشعبية القوية التي تكون ركيزة القائمة المشتركة، وهذه القاعدة غير موجودة، وطاقم القطار هم مكونات المشتركة المنشودة، وهم أيضا فشلوا في بناء هذه القائمة، ولذلك أقول: كفى خداعاً لشعبنا وكفى "صف كلام" عن المشتركة وكفى تمجيدا للكنيست مشرع القوانين العنصرية.

المعروف في كل العالم أن أي تكتل سياسي يتكون من أحزاب سياسية يتبنى برنامجاً موحداً يكون بمثابة بوصلة له في العمل السياسي، وهذا غير متوفر لدى القائمة المشتركة. ولا أدري كيف تقتقت عبقرية الكاتب وذهب بعيدا في خياله بقوله ان وجود القائمة المشتركة (طبعاً إن ولدت ثانية) في الكنيست "يحظى المجتمع العربي باحترام حكومات العالم ومؤسساته الدولية." وهنا ألفت نظر الكاتب الى أن المجتمع العربي كان لديه قائمة مشتركة تأسست في العام 2015 واأثبتت فشلها سياسياً واجتماعياً.. فهل تعاملت معها الحكومات والمؤسسات الدولية باحترام؟ أنا أذكّر الكاتب لعله يقوم بتحديث ذاكرته:

عن أي احترام يتحدث الكاتب والمؤسسات الدولية والحكومات تغض الطرف عن الممارسات العنصرية

الإسرائيلية في المجتمع العربي؟ عن أي احترام يتحدث الكاتب، والقوانين التمييزية في الأرض والإسكان ولم الشمل، تطبق باستمرار في المجتمع العربي؟ ألم يسمع العالم بقانون القومية العنصري بامتياز؟ ولو أن العالم يحترم عرب إسرائيل لما وقف وقفة متفرج على معاناة "عرب اسرائيل".

وللتذكير وحسب قوله تعالى "فذكر ان نفعت الذكرى" فإن منصور عباس زميل الكاتب حزبيا، تبنى قانون القومية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا