قام النائب عوفر كسيف (الجبهة) اليوم بزيارة ميدانية إلى منطقة النقب، في جولة شملت عددًا من القرى غير المعترف بها، بهدف الاطلاع عن قرب على الأوضاع القاسية التي يعيشها السكان، في ظل سياسات التمييز والتجاهل الممنهج التي تمارسها السلطات الإسرائيلية بحقهم.
وخلال زيارته، التقى كسيف بمركز عمل الجبهة في النقب، الرفيق عقاب العواودة، والمدير العام لمجلس القرى غير المعترف بها، سليمان الهواشلة، إلى جانب عدد من الناشطين الاجتماعيين والسياسيين، من بينهم حسين الرفايعة، محمد أبو قويدر (الزرنوق) وناجي أبو زقيقة (بئر الحمام). وقد عرضوا أمامه التحديات اليومية التي يواجهها السكان من أوامر الهدم، حرمان القرى من البنية التحتية والخدمات الأساسية، وحتى سياسات الاقتلاع المستمرة التي تهدف إلى تهجير السكان من أرضهم.
واستهلّ كسيف زيارته في قرية بير الحمام، حيث زار منزل عائلة أبو زقيقة المهدد بالهدم وهو بيت تسكنه أرملة مع خمسة أطفال، اثنتان منهن من ذوات الهمم. وأعرب كسيف عن تضامنه الكامل مع العائلة، مؤكدًا أن ما يجري في النقب ليس "تطبيقًا للقانون"، بل سياسة تطهير عرقي ممنهجة ضد العرب في النقب، تهدف إلى اقتلاعهم من أرضهم وإحلال مخططات سلب أراضٍ وتهجير.
كما تفقّد النائب كسيف الطريق المؤدي لمنطقة نقع السبع، الذي يربط نحو 35 ألف مواطن من القرى غير المعترف بها ببعضهم البعض وبالمدارس التي يتعلم فيها أطفالهم، وهو الطريق الذي تم تدميره مؤخرًا بعد تحريض مباشر من منظمات اليمين العنصري مثل “ريغافيم”.
وأكد النائب كسيف خلال الجولة أنّ "النقب اليوم بحاجة إلى تضافر الجهود ووحدة الصف لمواجهة المخططات العنصرية التي تهدف إلى اقتلاع الناس من بيوتهم وتجريف قراهم". وشدد على أن الردّ يجب أن يكون عبر تصعيد النضال الشعبي وتوسيع الحشد الجماهيري في الميدان، وفي الشارع، وفي الكنيست على حد سواء".
واختتم النائب كسيف: "النضال من أجل الاعتراف بالقرى مسلوبة الاعتراف في النقب هو نضال من أجل العدالة والكرامة الإنسانية. هذه ليست قضية محلية بل قضية وطنية وأخلاقية. واجبنا جميعًا، قوى سياسية، حقوقية وشعبية أن نقف صفًا واحدًا إلى جانب أهالي النقب في معركتهم العادلة ضد السياسات العنصرية وضد التطهير العرقي المستمر".