آخر الأخبار

ابنة مشتبهة بدفن أمها في ساحة المنزل من أجل الحصول على تعويضات

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

اختفت ماينا تولستيكوف، امرأة مسنّة تبلغ من العمر 93 عامًا وناجية من النازية، دون أن تترك خلفها أثرًا. اختفاؤها المفاجئ فجّر سلسلة من الأحداث الغامضة: روايات متضاربة،

ابنة مشتبهة بدفن أمها في ساحة المنزل من أجل الحصول على تعويضات



ابنة مشتبهة بدفن أمها في ساحة المنزل من أجل الحصول على تعويضات1

ومشتبه به أنهى حياته قبل أن ينطق بالحقيقة وأخذ السر معه إلى القبر، وفرضية صادمة تتصدر التحقيقات، أنها قُتلت ودُفنت في فناء منزلها على يد أقرب الناس إليها. الدافع؟ المال، ولا شيء سواه.

في التفاصيل، لأسابيع طويلة، بحثت الشرطة عن ماينا تولستيكوف، مسنة في الثالثة والتسعين من عمرها وناجية من النازية، التي اختفت كأنها لم تكن. التحقيق المعقد تضمن أكاذيب، وشهادات متناقضة، وانتحار مشتبه به رئيسي، وشبهة رئيسية واحدة: أنها دُفنت في حفرة عمقها ثلاثة أمتار في ساحة منزلها، على يد ابنتها وشريكها. الدافع، وفق الشبهات هو الجشع المالي.

القصة التي تبدو كأنها مأخوذة من فيلم بدأت مطلع شهر أيلول الماضي، حين قدّمت إحدى بنات الناجية من النازية، التي تسكن في مركز البلاد، بلاغا في مركز الشرطة. وأوضحت أنها لم تكن على تواصل مع والدتها منذ عامين، وأنها سمعت من أقارب روايات متضاربة عن حالتها الصحية.

وبقلق شديد، طلبت مساعدة الشرطة لمعرفة مصير والدتها البالغة من العمر 93 عاما والتي تعيش في كرميئيل. "فهمنا أن الأم لا تزال تُسجّل على قيد الحياة في مؤسسات الدولة"، قال الرائد ألون رؤوفيني، قائد وحدة مكافحة الجريمة في منطقة الجليل، والمشرف على التحقيق.

"البيت كان مليئا بخيوط العنكبوت والنوافذ مغلقة ومغطاة بشريط لاصق"
تم إرسال طاقم من الشرطة فورا إلى شقة المسنة في كرميئيل. طرقوا الباب، لكن لم يجب أحد. "تقرر اقتحام المنزل"، وصف ألون رؤوفيني "لكن في اللحظة التي وصلت فيها فرق الإطفاء، تم رصد الابنة وشريكها وهما في الستينات من العمر بالقرب من المكان".

المشهد داخل المنزل زاد الشبهات سوءا: "البيت كان مليئا بخيوط العنكبوت، والنوافذ مغلقة ومغطاة بشريط لاصق، والأجواء غريبة للغاية".

عندما بدأ أفراد الشرطة يسألون عن مكان الأم، بدأت التناقضات بالظهور. الابنة المشتبه بها، شارون كانتور، وشريكها، اعتُقلا للتحقيق وفُصلا عن بعضهما. تم تحويل القضية إلى وحدة تحقيق خاصة، التي سرعان ما أدركت أنها أمام لغز معقد "في التحقيقات المتبادلة ، قدما روايات متضاربة . تبيّن أن الأم توفيت على الأرجح وفاة طبيعية قبل نحو عام ونصف، في نيسان 2024. الابنة زعمت أنها دُفنت في حيفا، بينما قال شريكها إنه هو من دفنها في أحد الكيبوتسات في الشمال، لكنه رفض الكشف عن الموقع "خوفا على سلامة الابنة بسبب الحرب"، قال ألون رؤوفيني .

أدرك المحققون أنهم أمام جدار من الأكاذيب، وبدأت تتشكل الشبهة الأخطر: "بفضل وسائل تكنولوجية متقدمة استُخدمت في الملف، بدأنا نفهم أن الراحلة مدفونة على الأرجح في حديقة المنزل"، كشف رؤوفيني. "أرسلنا وحدات من الشرطة مزودة بكلاب تعقب، وقاموا بالحفر في الحديقة لساعات طويلة. رغم الجهود الكبيرة، لم يُعثر عليها".

وصل التحقيق إلى طريق مسدود، ثم وقعت الدراما الكبرى: "في منتصف الليل قبل نحو ثلاثة أسابيع، أُبلغنا بأن المشتبه الرئيسي، شريك الابنة، أنهى حياته في زنزانته في أحد سجون الشمال"، قال رؤوفيني "لقد اعترف بأنه دفنها، لكنه أخذ سره معه إلى القبر. انتحاره أعادنا إلى نقطة البداية، وأدركنا أننا يجب أن نعثر على الجثة بسرعة".

لم يستسلم المحققون. عادوا لجمع الشهادات، وأحد الشهود قدم الخيط الحاسم "عامل صيانة كان قد عمل في المنزل قبل نحو عامين استُدعي مجددا للإدلاء بشهادته"، قال رؤوفيني ، "وأشار إلى نقطة محددة في الحديقة، حيث تذكّر أنه رأى حفرة عميقة، لكنه لم يعرف سببها".

هذه المرة قررت الشرطة استخدام "أدوات ثقيلة": جُلبت رافعة وآلية حفر (بوبكات) إلى المنزل الواقع على منحدر جبل، وأُطلقت مجددا كلاب البحث عن الجثث "بدأنا الحفر في النقطة التي أشار إليها الشاهد، وعند عمق ثلاثة أمتار لاحظ مشغل الحفار قطعة ملابس وتوقف فورا نزلنا إلى الحفرة، فوجدنا قطعة أخرى تغطي الجثة، وفعلا كانت هناك".

مع هذا الاكتشاف المروّع، كُشف أيضا عن تفاصيل مروّعة أخرى: "تبيّن أنه على مدار يومين بعد وفاتها، وحتى قرار دفنها، قامت الابنة وشريكها بحفظ جثتها في فريزر قديم للبوظة في فناء المنزل".

أما الدافع، بحسب الشبهات، فكان الطمع بالمال "كل الحادثة كانت بهدف الاحتيال على الدولة. الراحلة، ناجية من النازية ، كانت تتلقى عشرات آلاف الشواقل شهريا من الدولة ومن تعويضات ألمانيا نحو 18 ألف شيكل شهريا لم يُبلغا عن وفاتها، واستمرّا طيلة عام ونصف في سحب الأموال إلى حسابهما المشترك".

فور العثور على الجثة، في 30 أيلول، وقبل نقلها إلى معهد الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة، وقف رجال الشرطة المنهكون في فناء المنزل وأقاموا طقسا رمزيا: للمرة الأولى بعد عام ونصف من وفاتها، تليت صلاة على روح ناجية النازية .

وقال الرائد ألون رؤوفيني: "تشرفنا نحن أفراد وحدة مكافحة الجريمة في الجليل بالعثور على الجثة، وفي النهاية تمكّنا من إحضارها لدفن لائق في مقبرة يهودية".

مصدر الصورة مصدر الصورة

بانيت المصدر: بانيت
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا