عن أي سلام يتحدثون...ليخجلوا من أنفسهم
الإعلامي أحمد حازم
بعد اطلاعي على تاريخ جائزتي نوبل للسلام والأدب تبين لي أنهما تمنحان بناءً على اعتبارات سياسية وليست مهنية. فكيف يمكن أن تمنح جائزة نوبل للسلام لأشخاص لهم تاريخ إجرامي؟ وكيف تمنح جائزة نوبل للأدب لأشخاص لا يستحقونها مع وجود أدباء يؤهلهم مستواهم الأدبي العالي للحصول عليها؟ هناك آراء تنتقد بعض اختيارات لجنة نوبل أو تعتبرها غير مناسبة.
جائزة نوبل للأدب تمنح لأعمال تخدم الإنسانية بشكل كبير من خلال أدبها المثالي، لكنها أخذت أبعادًا سياسية وكثيرًا ما تكون مثيرة للجدل والاختلاف. البعض يعتبر أن الجائزة فقدت وظيفتها وقيمتها الأدبية. هناك أعمال تم اختيارها للجائزة أثارت انتقادات حول معايير الاختيار. الأديب والفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي أحد أشهر أدباء العالم، تجاهلته لجنة نوبل ليس لأنه لا يستحقها، بل لأن أعماله لا تتماشى مع السياسة الأمريكية والإسرائيلية. الأديب المصري نجيب محفوظ حصل على الجائزة ليس لاعتبارات مهنية فقط بل لأنه بالدرجة الأولى كان من دعاة التطبيع مع إسرائيل.
يقول الفيلسوف الفرنتسي برنارد شو: "إني لأغفرُ لألفرد نوبل اختراعه الديناميت، ولكن لا أغفرُ له اختراعه جائزة نوبل." لماذا هذا الموقف؟ الجواب واضح: لأن جوائز نوبل تخضع في كثير من الأحيان لمعايير سياسية يجب أن تتوافق مع السياستين الأمريكية والإسرائيلية، أو على الأقل لا تتعارض معها.
جائزة نوبل للسلام ذهبت هذا العام لامرأة فنزويلية اسمها ماريا كورينا ماتشادو لم تفعل أي شيء للسلام العالمي سوى أنها معارضة للنظام في بلدها. لكن وكما يبدو فإنها حصلت على الجائزة لأنها كتبت في منصة إكس منشوراً قالت فيه لنتنياهو: "معركة إسرائيل هي معركة فنزويلا" بمعنى انها تؤيد الحرب على غزة.
في العام 1977 تم منح مناحيم بيغن نوبل للسلام، وهو الذي يشهد التاريخ على ماضيه الاجرامي. فكيف يمكن للجنة نوبل أن تختار بيغن، مؤسس منظمة "أرجون" التي أسهمت في ترحيل الفلسطينيين من ديارهم، وارتكبت مذبحة دير ياسين وقامت باغتيال ممثل هيئة الأمم المتحدة، الكونت برنادوت عندما قدم الكونت اقتراحات سلام لهيئة الأمم المتحدة لحل الإشكالات بين اليهود والفلسطينيين؟ عمل ضد السلام ومنحوه جائزة سلام.
رئيسة وزراء بورما، أونغ سان سو تشي تم في عهدها حملة إبادة ضد مسلمي الروهينغا حيث تم قتل وتهجير مئات الآلاف من المسلمين هناك. هذه المحرمة حصلت هي الأخرى على جائزة نوبل للسلام، وإضافة لذلك منحت جائزة سخاروف الأوروبية لحرية الفكر والمعتقد (؟!) وميدالية الكونغرس لخدمة البشرية. فهل قتل المسلمين يندرج في إطار العمل من أجل السلام أو من أجل السياسة؟ وهل إبادة المسلمين تخدم البشرية أم تخدم السياسة؟
هذا قليل من كثير، فعن أي سلام وعن أي أدب يتحدثون؟