شهد التّاسع من أكتوبر 2025م، حدثا ثقافيّا بارزا، إذ نظّم نادي حيفا الثّقافيّ احتفاليّة خاصّة لتكريم الأديب محمّد علي طه. تضمّنت الفعاليّة إطلاق روايته الجديدة "عين الزّيتون" ومجموعته القصصيّة "الرّجل الّذي يبحث عن ظهره"،
مصدر الصورة
وقد وُثِّق تفاصيل هذا المشهد الثّقافيّ بعدسة المصوّر فؤاد أبو خضرة.
استهلّ الحفل بكلمة ترحيبيّة من رئيس ومؤسّس النّادي، الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة، الّذي رحّب بالحضور والضّيوف على المنصّة، مباركا للأديب المحتفى به على إصداريّه الجديدين. كما وجّه الشّكر للمجلس المليّ الأرثوذكسيّ على رعايته الكريمة للأمسيات الثّقافيّة.
تولّت النّاشطة الثّقافيّة رنا أبو حنّا مهام العرافة والتّقديم بمهارة ولباقة، حيث قدّمت الأديب الضّيف بما يليق بمكانته، وقدّمت الضّيوف المشاركين على المنصّة بكلمات تقديريّة أنيقة.
افتتح المداخلات النّائب المحامي أيمن عودة، الّذي أشاد بمسيرة الأديب محمّد علي طه الأدبيّة وعطائه المتواصل، وكشف أنّه كان من أوائل قرّاء رواية "عين الزّيتون"، وقد أعرب عن إعجابه بهذا العمل وبأسلوب طه المتميّز، الذي يجمع بين الكتابة السّاخرة والقصّ البليغ، متحدّثا بإيجاز عن بعض الملامح الفنّيّة للعمل ورحلة أبطاله ورسالته العميقة.
قدّمت بعده النّاقدة صباح بشير قراءة نقديّة معمّقة في رواية "عين الزّيتون"، وقالت: يحيك الكاتب نصّه على ميزان التّضاد المتأرجح بين يوتوبيا الوطن الكامن في حنايا الذّاكرة، وديستوبيا النّكبة وتبعاتها. أبرزت كيف يتشكّل بناء السّرد من تقابل الماضي والحاضر، ومن اصطدام الحلم بوقع الحقيقة، وخلصت إلى أنّ هذا النّوع من الأدب يعالج التّاريخ ويؤوّله من خلال المتخيّل السّرديّ، ما يمنح صورة حيّة للواقع ويحوّل الأحداث إلى تجربة وجدانيّة عميقة.
تلا ذلك مداخلة الدّكتور أليف فرانش النّقديّة العميقة حول المجموعة القصصيّة "الرّجل الذي يبحث عن ظهره". وقد ركّز د. فرانش على تقنيّة الزّمن في قصص المجموعة، موضّحا كيفيّة استثمار الكاتب لهذه التقنيّة لخدمة النّصوص. شرح أيضا، عن تأثير التّلاعب بالخطّ الزّمنيّ على بناء الشّخصيّات والأحداث، مشدّدا على براعة الكاتب في توظيف هذه التقنيّة لبثّ دلالات نفسيّة وفلسفيّة عميقة، تتجاوز السّرد التّقليديّ.
في الختام، قامت إدارة النّادي بتقديم درع التّكريم للأديب محمّد علي طه، تقديرا لمسيرته الأدبيّة الطويلة وعطائه المتواصل. وقد أعرب طه بدوره عن شكره الجزيل لإدارة النّادي على هذه الأمسية، وهذا التّكريم الأنيق، كما شكر الحضور والضيوف المشاركين، واختتم حديثه بلمحة موجزة عن أعماله ومسيرته الأدبيّة.
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة