كشف القيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، عن آخر التطورات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، مؤكّدًا أن الحركة تعمل مع الوسطاء لتذليل العقبات أمام الإفراج عن قادة الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم مروان البرغوثي، أحمد سعدات، وعباس السيد، مشيرًا إلى أن الاحتلال يرفض الإفراج عنهم حتى الآن.
وفي حديث مطوّل مع قناة الجزيرة مباشر، أوضح أبو مرزوق أن المرحلة الحالية تمثل المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار التي تضمن إنهاء الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرًا إلى أن عمليات تبادل الأسرى قد تبدأ يوم الاثنين المقبل. وأضاف أن الحركة تتبع توجهًا عامًا بـ"عدم عسكَرة أو الاحتفال بعملية التسليم احترامًا لمعاناة الأسرى وذويهم".
وأشار القيادي إلى أن الاحتلال انسحب إلى الخط الأصفر لكنه ما زال يسيطر على 53% من مساحة قطاع غزة، مشددًا على أن حماس لن تقبل مستقبلًا ببقاء الاحتلال في المواقع الحالية، خاصة على خط فيلادلفيا الذي يعزل غزة عن عمقها العربي والمصري. واعتبر أبو مرزوق أن خطوط الانسحاب الإسرائيلية وُضعت بشكل عشوائي وغير دقيق، موضحًا أن المرحلة المقبلة تتعلق بـ"المشروع الوطني الفلسطيني ودراسة وجود قوات حفظ سلام في غزة والضفة الغربية"، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أرسلت جنودًا لمراقبة وقف إطلاق النار لكنهم لن يتمركزوا داخل القطاع.
وأكد أبو مرزوق أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى حماية حقيقية من سياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال، مؤكدًا أن حق نزع السلاح للشعب الفلسطيني قانوني وشرعي في ظل الاحتلال، ومشددًا على أن صمود الفلسطينيين أفشل كل مخططات الاحتلال، واصفًا عودة الأهالي إلى شمال غزة بعد الدمار الكبير بأنها دليل على تمسك الشعب بأرضه.
وأضاف أن حماس تمتلك أوراق تفاوض كثيرة، وأن ورقة الأسرى كانت إحدى الذرائع التي استخدمها نتنياهو لتبرير استمرار الحرب، مشيرًا إلى أن موافقة الحركة على إنهاء الحرب مقابل تسليم الأسرى تجعل من الصعب على نتنياهو استئناف الحرب مجددًا.
وأوضح أن قبول حماس بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاء حرصًا على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن القرار لا يتعلق بالحركة وحدها بل بالقضية الوطنية الشاملة والتوافق الجماعي.
كما شدد على أن الاحتلال تعمّد تدمير غزة بشكل كامل وأن الحرب الأخيرة كانت الأكثر وحشية وإجرامًا، واصفًا عملية السابع من أكتوبر 2023 بأنها حق طبيعي للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ورفض تصريحات نتنياهو بشأن تدمير قدرات المقاومة العسكرية، واصفًا إياها بأنها "مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي".