نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا للصحفي إيتمار آيشنر تناول ما وصفه بـ"الغموض الكبير" في الاتفاق بين إسرائيل و"حماس" حول وقف النار وتبادل الأسرى في غزة، مؤكدًا أن الاتفاق يحتوي على العديد من النقاط غير المحسومة بعد المرحلة الأولى.
أبرز النقاط التي أشار إليها التقرير:
1. مصير الأسرى القتلى والجثث المفقودة
نظرًا لأن "حماس" قالت إنها لا تعرف مكان تسعة من القتلى، تم الاتفاق على إنشاء قوة دولية تضم إسرائيل، الولايات المتحدة، قطر، مصر وتركيا بالتعاون مع الصليب الأحمر، للبحث عن أي رفات وإعادتها. وستستمر هذه العملية لسنوات، مع إمكانية استمرار التنظيم والتنسيق بين الأطراف المختلفة.
2. نزع سلاح "حماس"
تبقى مسألة نزع السلاح بالكامل محل شك كبير، حيث يفترض أن الوسطاء الدوليون (قطر، تركيا، مصر) يضمنون قيام الحركة بذلك، بمشاركة إسرائيل لضمان عدم الخداع. ويخشى المراقبون من أن "حماس" لن تتخلى عن جميع أسلحتها، خاصة الأسلحة الشخصية والخفيفة.
3. آلية السيطرة على القطاع
سيُنشأ مجلس السلام برئاسة توني بلير، مع مشاركة قادة من دول إسلامية وعربية، والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، لمراقبة المناطق المختلفة وضمان عدم وجود حماس في المواقع الإدارية والأمنية. كما يتم بحث إنشاء قوة عربية مشتركة تضم دولًا مثل إندونيسيا والإمارات والسعودية بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
4. الانسحاب الإسرائيلي ووقف إطلاق النار
الاتفاق يقضي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق محددة بعد إعادة الأسرى، مع مراعاة التزامات "حماس". ويظل هناك غموض حول الخطوات المستقبلية إذا لم تُنفذ الحركة كامل التزاماتها.
5. التمويل وإعادة إعمار غزة
تتمثل التحديات في إعادة إعمار القطاع المدمر بالكامل وضمان عدم تحويل الأموال إلى أيدي "حماس" لبناء بنى عسكرية، خاصة في ظل وجود أنفاق وعبوات ناسفة منتشرة في القطاع.
6. المصالح الاقتصادية والعلاقات الإسرائيلية التركية
يتطرق التقرير إلى ملف "ريفييرا غزة" ومشاركة بعض الشخصيات الدولية والعائلات السياسية الكبرى، مثل عائلة ترامب وعائلة أردوغان، في مشاريع إعادة الإعمار، إضافة إلى فتح الممرات الإنسانية التركية عبر ميناء أشدود، وهو ما قد يمنح أنقرة قوة ضغط سياسية على إسرائيل.
7. التطبيع
تتضمن النقاشات مسألة التطبيع مع الدول العربية، والتي قد تُستأنف بقوة بعد الهجوم في 7 أكتوبر، مع استمرار الاستعدادات لإطلاق اتفاقيات إبراهيم وربما ترتبط ببعض الضمانات المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية ضمن تسويات مع دول عربية مثل السعودية.
يشير التقرير إلى أن الضمانة الأمريكية بعدم تجدد القتال كانت العامل الرئيسي الذي سمح للاتفاق بالبدء رغم وجود هذه التفاصيل الحساسة غير المحسومة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد متابعة دقيقة لكل بنود الاتفاق لضمان تنفيذها.