عقد نادي شفاعمرو الثقافي، برعاية "مؤسسة الأفق للثقافة والفنون"، لقاءه الشهري يوم الأربعاء 8 تشرين أول الجاري، في قاعة مسرح الأفق، بمشاركة أعضاء النادي، حيث خصص اللقاء لمناقشة مسرحية "أنتيغوني" للكاتب المسرحي اليوناني سوفوكليس.
افتتح الأمسية عضو إدارة النادي، الكاتب زياد شليوط مرحبا ومذكرا بالأمسية الموسعة القادمة والمخصصة لذكرى رحيل الشاعر الشفاعمري ماجد عليان، وستكون مفتوحة أمام الجمهور الواسع، وتوقف عند التحضيرات والاتصالات التي تمت من أجل إنجاح الأمسية، وأدلى الأعضاء بأفكارهم واقتراحاتهم.
وتولى مهمة إدارة اللقاء، المسرحي محمود صبح الذي قدم خلفية نظرية للمسرحية أكد فيها أن هذه المسرحية تعتبر من أجمل ما كتب في الأدب اليوناني القديم، والذي حمل لواءه الثلاثي: سوفوكليس، ايسخيلوس ويوريبديس. وانتقل للحديث عن مسرحية "أنتيغوني" ملخصا أحداثها ومتوقفا عند أهم النقاط فيها. بعدها فتح باب النقاش والتي شارك فيها الأعضاء بملاحظاتهم، حيث رأى إبراهيم شليوط أن المسرحية تعرض ثلاث نقاط أساسية وهي: صراع بين القوانين الدينية والدنيوية، المبدأ يسمو على حياة الفرد، الحاكم المستبد يدمر حياته بعناده وغروره.
وأشار د. نبيل سعدة إلى مصطلح "أنتيغونيزم" ويرمز الى معارضة الشخص الحاكم. وأضاف أن أصعب أنواع العنف هو عنف القرار. وأكد المخرج المسرحي رياض خطيب على أن "أنتيغوني" تعتبر ركنا من أركان المسرح على مر العصور، وتحمل دروسا ورسائل كبيرة وجمالية فنية. ونوه الدكتور نزار حمادي الى أن الحاكم وعبر العصور التجأ إلى المؤسسة الدينية لتثبيت حكمه وشرعنة قراراته. ورأت الناشطة روزيت خليل بأن شخصية أنتيغوني رفعت من قيمة المرأة ودورها الاجتماعي والسياسي. وأدلت المربية جانيت أبو رحمة برأيها بأن المسرحية تؤكد على القيم الأخلاقية مقابل المصلحة والانتهازية.
توقف الفنان عفيف شليوط في مداخلته عند الفارق بين النص المسرحي والنص الروائي/ القصصي، وأن كل مسرحية هي عمل أدبي، ومن حق المخرج اضافة رؤيته للنص الأصلي على المسرح واخراجها بالطريقة التي يراها مناسبة دون تشويه النص الأصلي. وفي نقاشه توقف المربي يوسف صبح عند عدة زوايا منها أن المسرحية لا تزال تناسب عصرنا بما تطرحه عن علاقة الحاكم بالشعب، وأنه اذا امتلك الشعب الحرية فانه يحلق في عالم الابداع.
هذا واتفق جميع المتداخلين على أن المسرحية رغم مرور 2500 عام على تأليفها إلا أنها تناسب عصرنا وتطرح قضايا حية، منها: الصراع على السلطة وخاصة داخل العائلة، الحكم المستبد في الدول العربية وعلاقته بالمؤسسة الدينية، خوف الشعب من الحاكم وبالتالي عدم الاعتراض على اسقاطه، الصراع بين الأجيال والأفكار وغيرها من المواضيع. وقد ساهم في النقاش إضافة الى المذكورين: إبراهيم حسنين، ريدان أبو رحمة، صالح سواعد، هادي عباسي وزياد شليوط. ويذكر أن عددا من الأعضاء اعتذر عن المشاركة نظرا للمناسبات العائلية السعيدة.
في نهاية اللقاء شكر محمود صبح الأعضاء على تفاعلهم وما طرحوه من أفكار وآراء أغنت الجلسة وقدمت طروحات مختلفة للمسرحية.
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة