الحكام العرب خدم في المقهى السياسي الأمريكي

مصدر الصورة

يخطيء كثيراً من يظن أن الأمريكي لديه النية الحسنة في تقديم ما ينفع العرب عامة والفلسطيني خاصة،. ولأمة حرف الضاد تجارب كثيرة مع أمريكا. صحيح أن لدى العرب مثل يقول: "المؤمن لا يُلدغ من الجمر مرتين" لكن هؤلاء العرب يبدو أنهم يستمتعون بتكرار اللدغ في نفس الجُحر، وتجاهلوا القول "اللي بجرب المجرب عقلو مخرّب". ولذلك نستطيع القول أن عقول الحكام العرب خربانة، خصوصاً إذا ألقينا نظرة على ما يحصل حالياً في المنطقة. ألم يقل أحدهم: "اللي متغطي بالأمريكان عريان؟"
هناك جملة قالها نتنياهو لفتت انتباهي، مفادها أن كل ما يفعله يتم بالتنسيق مع ترامب. لماذا لم يفهم العرب ذلك؟ متى يفهم الحكام العرب أن أمريكا تبني سياستها في المنطقة على الأمن القومي الإسرائيلي؟ ومتى يستوعب العرب أنهم ليسوا أكثر من خدم في المقهى السياسي الأمريكي وأنهم مجرد أحجار شطرنج تتحرك بأصابع البيت الأبيض. يراهنون على تفضيل مرشح للرئاسة الأمريكية يعتقدون بأنه أفضل من مرشح آخر. وغالبية العرب تفضل مرشح الحزب الديمقراطي على مرشح الحزب الجمهوري. لكن في الحقيقة لا فرق بين الاثنين وكلاهما يصنعان سياسة فيها الأولوية لإسرائيل.
عندما سُئل الرئيس الكوبي الراحل كاسترو عن الانتخابات الأمريكية عام 1960 أيّهما تفضل نيكسون أم كينيدي؟ أجاب إجابة رائعة جدًا قائلًا: "لا يمكن المقارنة بين حذاءين ينتعلهما الشخص نفسه، والحقيقة أنّ أمريكا لا يحكمها إلا حزب واحد هو الحزب الصهيوني وله جناحان: الجناح الجمهوري يمثّل القوة الصهيونية المتشددة، والجناح الديمقراطي يمثّل القوة الصهيونية الناعمة". ولهذا لا يوجد فرق في الأهداف. لقد صدق الراحل كاسترو في قوله.
في الخامس عشر من شهر أكتوبر الماضي، أصدر الصحفي الأمريكي المعروف بوب وودورد، كتاباً بعنوان "الحرب"،أحدث ضجة واسعة وأطلق عليه البعض كتاب الفضائح خصوصا فيما يتعلق بدعم أنظمة عربية لإسرائيل. ويكشف الكتاب عن تورط قادة عرب في دعم الاحتلال الإسرائيلي بالحرب على غزة. يقول وودورد في كتابه: "في صباح يوم الخميس 12 أكتوبر 2023، هبطت طائرة وزير الخارجية الامريكي السابق بلينكن في إسرائيل، وذهب مباشرة للقاء نتنياهو في الغرفة الخاصة بالحرب، وقال له نتنياهو: "نحن بحاجة إلى ثلاثة أشياء: الذخيرة، والذخيرة، والذخيرة"، فرد بلينكن: "نحن نقف معكم، نحن نقف معكم، نحن نقف معكم". هل يفهم العرب ذلك؟
المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، دينس روس، وبعد بدء إسرائيل حربها على غزة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 كتب روس مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز ذكر فيها أنه تحدث إلى قادة عرب في المنطقة وجميعهم ترجوا روس ألا يُفصح عن مواقفهم الحقيقية خوفا على صورتهم أمام العالم ومن ردود الفعل المحتملة من شعوبهم. حكام جبناء بكل معنى الكلمة.