قال الصحافي والمحلل السياسي نداف إيال في حديث خاص لـ"بكرا" إن هناك احتمالًا جيدًا لتنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة بين إسرائيل وحماس، والتي تتضمن وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى وجود تحديات كبيرة فيما يخص المراحل التالية من هذه الصفقة.
وأوضح إيال: "أعتقد أننا في وضع يمنح فرصة واقعية لتنفيذ المرحلة الأولى، والتي تشمل توقف الجيش عن العمليات الهجومية داخل غزة، وبدء الانسحاب إلى خط معين، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى".
مخاوف وتساؤلات حول المرحلة الثانية
وتابع إيال: "المشكلة الأساسية تكمن في الخطوة التالية، إذ لا تزال هناك أسئلة كبيرة حول كيفية تنفيذ الانسحابات المتبقية، وما هي المعايير التي ستعتمد لضمان إقامة نظام حكم بديل في قطاع غزة، ومن سيكون جزءًا من هذا الإطار الفلسطيني الجديد، خاصة من سيقود الحكومة المقترحة أو الإدارة المدنية هناك".
وأكد أن "المهم الآن هو إعلان واضح بأن الحرب انتهت، وأن الأسرى يعودون إلى ديارهم، وأن الجيش أوقف عملياته وبدأ فعليًا بالانسحاب — حتى وإن لم يكن انسحابًا كاملاً بعد".
وشدّد على أن "ظهور هذه الديناميكية من شأنه أن يضع مسؤولية كبيرة على الأطراف المعنية، لكن بشكل خاص على الإدارة الأميركية التي ستكون مطالبة بإظهار إرادة حقيقية لإنهاء الحرب بشكل تام، والانتقال إلى واقع جديد تكون فيه غزة تحت حكم مختلف، ودون وجود عسكري إسرائيلي داخل مراكز التجمع السكاني".
تنفيذ الخطوة الأولى قد يفتح الباب لتفاهمات أوسع
وأشار إيال إلى أن "نجاح المرحلة الأولى لا يتوقف فقط على ما يتم الاتفاق عليه، بل على دور الوسطاء الدوليين، والضغط السياسي، وآليات الرقابة التي تضمن تطبيق ما تم الاتفاق عليه بشكل فعلي"، محذرًا من أن "أي تقدم محدود قد يتلاشى في حال غابت الجدية والمتابعة الدولية".
وختم بالقول: "البدء بخطوة ملموسة مثل وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى قد يكون بوابة نحو تفاهمات أوسع، لكن الوصول إلى حل فعلي ودائم يتطلب التزامًا دوليًا وموافقة فلسطينية داخلية واسعة، إضافة إلى وجود آليات تضمن عدم تكرار التوترات والانفجارات الأمنية في المستقبل".