اختُتم يوم السبت 27 أيلول 2025 مخيّم عدالة السنوي الثامن عشر لطلاب الحقوق، والذي انعقد على مدار ثلاثة أيام في كلية نوتردام في القدس، بمشاركة نحو 45 طالبًا وطالبة حقوق من جامعات وكليات مختلفة في البلاد.
مصدر الصورة
جاء المخيم هذا العام تحت عنوان "القانون كانتقام: حين تُعاد صياغة القانون تحت الإبادة"، مركّزًا على التحولات القانونية والسياساتية التي أعقبت السابع من أكتوبر، والساعي لكشف كيفية تطويع القانون كأداة للانتقام ولتوسيع منظومة القمع.
افتُتحت فعاليات المخيم بجولة ميدانية في القدس بإشراف طالب الدكتوراة، أسامة الرشق، شملت البلدة القديمة وحيّ الشيخ جراح، تحت عنوان "الانتقام في القدس – نموذج للقانون على الأرض". أتاحت الجولة للمشاركين قراءة ممارسات التهجير والسيطرة على المدينة. في اليوم التالي، عُقدت ندوة أكاديمية ناقشت وضعية القانون الدولي أمام "اختبار الإبادة"، بمشاركة الدكتورة هالة خوري-بشارات، المديرة الأكاديمية لكلية الحقوق في المركز الأكاديمي "أونو" في حيفا وعضو مجلس إدارة عدالة، وربيع اغبارية، طالب الدكتوراه في كلية الحقوق بجامعة هارفارد ، وأدارت الجلسة المحامية ميس عبد الله من وحدة المرافعة الدولية في عدالة. وقد تطرقت الجلسة إلى محدوديات أدوات القانون الدولي ودور المنظومة الدولية - أو انعدامه - في مواجهة جرائم الإبادة والعقاب الجماعي.
سلسلة ورشات
تخلّل برنامج المخيم سلسلة ورشات تحت عنوان "أساليب الانتقام"، عُرضت خلالها قضايا متعددة منها أوضاع الأسرى الفلسطينيين وسياسات التعذيب والتنكيل بحقهم، قدّمتها المحامية في مجال حقوق الإنسان، نادية دقة. إضافة إلى ورشات حملت عنوان "التهجير القسري كأداة انتقامية في المشروع الاستعماري الإسرائيلي"، قدّمها الدكتور منير نسيبة من كلية الحقوق في جامعة القدس. كما تناولت إحدى الجلسات تدمير القطاع الصحي في غزة كسياسة انتقامية تستهدف الجسد الفلسطيني، إضافة إلى جلسة أخرى قدّمها طاقم محاميات عدالة تحت عنوان "الملاحقة والانتقام: تجريم الحرية بعد السابع من أكتوبر". تطرقت فيها المحامية هديل أبو صالح إلى استغلال قانون "مكافحة الإرهاب" لقمع حرية التعبير والتظاهر والعمل السياسي، فيما عرضت المحامية سلام إرشيد سياسات قمع المحامين، واختتمتها المحامية لبنى توما بالحديث عن الملاحقات التي يتعرض لها الطلاب الفلسطينيون في الجامعات الإسرائيلية.
ختامًا لليوم الثاني، عرضت على المشاركين أفلام قصيرة فلسطينية، بينها فيلم "ما بعد" للمخرجة مها الحاج الذي يتناول اضطراب ما بعد الصدمة لعائلة غزّية بعد حرب 2014، وفيلم "في قاعة الانتظار" للمخرج معتصم طه الذي قدّم بأسلوب درامي ساخر تجربة الفلسطيني في الداخل مع البيروقراطية الإسرائيلية.
أما في اليوم الأخير، فقد عُقدت ورشات تطبيقية لمراجعة الشرعية الدستورية لبعض القوانين الانتقامية التي أُقرت بعد السابع من أكتوبر، بهدف تطوير التفكير النقدي لدى الطلاب وأدوات الطعن في هذه التشريعات. بعد النقاش الجماعي والمجموعاتي، عرض كافة الطلاب استنتاجاتهم حول سُبل الطعن في دستورية هذه القوانين. واختُتم المخيم بجلسة تقييم وتوزيع شهادات على المشاركين.
وأكّد مركز عدالة في ختام المخيم أن الهدف الأساسي من انعقاده هو تزويد وتمكين جيل جديد من طلاب القانون بأدوات التحليل والمرافعة وبناء فضاء نقدي يعيد الاعتبار للقانون كأداة للدفاع عن الحقوق والحريات، لا كوسيلة لتبرير قمعها.
وفي تعقيبها على التجربة، قالت زينة زيدان، إحدى المشاركات لأول مرة في المخيم: "تجربة المخيم كانت من أفضل تجاربي القانونية، لم أندم للحظة. لقد جعلتني أشعر بأنني أتعلم قانونًا حيًّا ومرتبطًا بواقعنا كفلسطينيين. كانت فرصة للتعبير عمّا في داخلي، خصوصًا بعد السياسات القمعية التي عشناها مؤخرًا، وأشكر طاقم عدالة على هذه المبادرة. أنصح جميع طلاب القانون والمهتمين بحقوق الإنسان بالانضمام إلى المخيم في الأعوام المقبلة".
تابعونا لتصلكم الاخبار أولا بأول :
بانيت بالتلغرام >> https://t.me/panetbanet
للإنضمام لأخبار بانيت عبر واتساب >> https://whatsapp.com/channel/0029VbArrqo9hXF3VSkbBg1A
للإنضمام لأخبار بانيت بالإنستغرام >> https://www.instagram.com/reel/DO8QWtMjFkR/?igsh=MXVvZzVhemN6bGNldA==