صرّح مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع، اليوم السبت، بأن إسرائيل تقترب من التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس يتضمن تسلُّم جميع الـ48 مخطوفًا، خلال 72 ساعة فقط من لحظة توقيع الاتفاق، مقابل بقاء الجيش الإسرائيلي داخل غزة وانسحاب جزئي إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وهو خط انتشار مؤقت داخل غزة.
وقال المسؤول: "لم يحدث من قبل أن نحصل على جميع المخطوفين ونبقى داخل غزة ونواصل التفاوض". وأكد أن الهدوء العسكري الحالي هو "تخفيض للنار" وليس وقفًا لإطلاق النار، بهدف إتاحة الفرصة لحماس لتنظيم عملية تسليم المخطوفين.
وأضاف أن فريق تفاوض إسرائيلي بقيادة الوزير رون درمر سيتوجه إلى مصر خلال أيام، وقد ينضم إليهم مسؤولون أمريكيون أبرزهم ويتكوف، بينما مشاركة جاريد كوشنر لا تزال غير مؤكدة.
التنسيق مع ترامب وغياب مفاجآت:
نفى المسؤول وجود أي مفاجآت في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن "كل شيء منسّق مسبقًا" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأن المحادثة بينهما سبقت الإعلان العلني.
وأكد أن رئيس الوزراء اتخذ قرارات "غير شعبية" وتعرّض لهجوم داخلي، لكنه أصرّ على الدخول إلى غزة وعلى الضغط السياسي والإعلامي المتواصل على حماس، وهو ما أدى إلى "تقدّم ملموس" في المفاوضات.
حماس ترفض نزع السلاح الكامل وترفض الوجود الإسرائيلي في غزة
في المقابل، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن خلاف جوهري بشأن البند المتعلق بـ"نزع سلاح" قطاع غزة.
فبحسب التقرير، ترفض حماس التخلي الكامل عن سلاحها، وقد توافق فقط على نقل "الأسلحة الهجومية" إلى مخازن تحت إشراف الأمم المتحدة أو في مصر، بينما تصرّ على الاحتفاظ بما تسميه "منظومات دفاعية".
وأكدت مصادر وساطة أن قادة حماس داخل القطاع يخشون من عدم القدرة على تنفيذ أو فرض تسليم الأسلحة فعليًا، خاصة إذا رأت القواعد الشعبية في غزة أن الصفقة تمثل "استسلامًا".
وقال مسؤولون عربي إن عز الدين حداد، الذي يُعتبر قائد الجناح العسكري لحماس وزعيمها الفعلي في غزة، منفتح على تسويات جزئية، لكنه يرفض حتى الآن تسليم الأسلحة الخفيفة.
رفض للرقابة الدولية... وتحفّظ على استبعاد حماس
رفضت حماس أيضًا فكرة الرقابة الدولية أو العربية المشتركة على غزة بعد الاتفاق، ولم توافق على بقاء الجيش الإسرائيلي داخل القطاع كما تنصّ خطة ترامب.
وبينما أبدت موافقة مبدئية على تسليم الإدارة المدنية إلى هيئة فلسطينية "تكنوقراطية" غير فصائلية، بدعم عربي، فقد أصرت على الحفاظ على دورها في العملية الوطنية الفلسطينية، ما يتعارض مباشرة مع خطة ترامب التي تستبعد أي مشاركة لحماس في الحكم المستقبلي لغزة.
كذلك لم تتطرق حماس بشكل واضح إلى "مجلس السلام" المقترح أو "الآلية العربية المشتركة" ضمن الخطة الأمريكية.
ملفات مؤجلة وخطاب حماس:
أكدت حماس أن القضايا طويلة الأمد مثل مستقبل القطاع وحقوق الفلسطينيين يجب أن تُناقَش ضمن إطار وطني فلسطيني شامل، وليس في تفاوض ثنائي أو عبر ضغوط دولية.
ورغم أن الحركة لم ترفض رسميًا خطة ترامب، فإنها طرحت جملة من التحفظات الجوهرية، مع التشديد على مطالبها القديمة: