في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
باتت مشاهد الفقد جزءًا من يوميات المجتمع العربي، وباتت الجريمة لا تغيب عن العناوين. آباء وأمهات يجدون أنفسهم مرارًا أمام مشهد لا يُحتمل: يدفنون أبناءهم... يدفنون قطعة من قلبهم،
والدة الشاب القتيل فراس ابو فنة من كفرقرع تستذكر اخر لقاء مع ابنها: ‘وجدته ممددا على الأرض ولم يسمحوا لي بمشاهدته‘
من لحمهم ودمهم، بسبب رصاصة لا ترحم، أو طعنة غدر، أو جريمة بلا معنى.
لم تعد المآسي أحداثًا فردية، بل تحوّلت إلى واقعٍ ثقيل يتكرّر من حيّ إلى حي، ومن بلدة إلى أخرى. وفي قلب هذا الواقع المؤلم، لا يزال شريط القتل يمتد ويمتد ...
وآخر الأسماء التي انضمّت إلى قائمة الضحايا هو فراس أبو فنة، شابٌ خُطف من بين حضن أحبّته، من زوجته وطفله الرضيع وأمه التي تركها تغرق في بحر من الآهات والدموع . مراسل قناة هلا معتصم مصاروة تحدث مع والدة المرحوم فراس أبو فنة ومع شقيقه ...
وقالت ختام أبو فنة والدة المرحوم فراس أبو فنة في حديثها لقناة هلا : " مفاجأة هو في العمل وأنا في العمل ، تفاجأت أن ابني انطخ ولم أصدق ، تركت العمل وخرجت مع الأستاذ الى مكان الجريمة فهو ليس بعيدا عني ، سمعت صوت سيارات الإسعاف والشرطة شو في ، فجاءني الخبر من ابني وهو في العمل قال لي يقولون أن فراس انطخ ، ذهبت على الفور فوجدت الشرطة في المكان وفراس ممدد على الأرض ولم يسمحوا لي بمشاهدته وقالوا لي أنهم يقدمون له الإسعافات الأولية . الحمد لله ، فاجعة لكن ان شاء الله اننا من الصابرين " .
وأضافت والدة المرحوم فراس أبو فنة : " فراس شاب خلوق ومحترم وادمي يحب الناس والناس تحبه ، لا علاقة له بالمشاكل والكل يعرفه ، كان يحب الخير للناس ويحب مساعدتهم وكل من كان " ينخاه " كان يساعده ، وكان يقف مع الناس في افراحهم واتراحهم . فراس متزوج ولديه ولد ، فهو تزوج قبل سنتين ونصف مع أخيه بعد وفاة والدهما . بدأت معهما من الصفر واشتريت لهما أرضا واكنت النية أن ابني فيها 4 بيوت لأن الأولاد يعيشون بالايجار . فراس كان نفسه أن ايني له وكان يقول لي تعبت من الايجار يما ، وكنت أقول لهما بهمش يما اصبروا وبنصير ان شاء الله ، كانا يحرمان أنفسهما ليجمعا المال لبناء بيوت " .
وأردفت الوالدة المفجوعة بالقول: " ابنه عمره 7 أشهر ، اسمه محمود على اسم جده ، وبالامس كان اخر حديث بيننا حيث طلب مني أكلا ، فأنا أعمل في المدرسة وأعد الطعام للطلاب ، وعندما اتصل بي قال لي يما بدي اجي اوخذ أكل ، فقلت له تعال ، وأعطيته له ولمن يعمل معه . وعندما عاد في الليل من العمل اتصلت به وسالته اين انت فقال لي وصلت الان ، وفتحت له زوجته الباب ثم قلت له الله يرضى عليك يما ، دير بالك . في الساعة السابعة صباحا يذهب للعمل وأمر من أمام المحل الذي يعمل فيه لكنه لم يكن قد فتح المحل فقد مررت الساعة الخامسة ونصف فجرا، ثم فتحت المدرسة ونظفتها ونزلت لأعد الطعام للطلاب فاتصل بي ابني أحمد وقال لي فراس مطخوخ فقلت له لا . ثم ذهبت على الفور الى مكان الجريمة " .
ومضت الوالدة ختام أبو فنة : " فراس كان يذكرني بوالده ، طموحاته وعمله . كان يعمل كل شيء ولا شيء كان يعيقه ، كل شيء كنت أطلبه منه كان يقوم به ، لكن لم يكن له علاقة بالمشاكل نهائيا ، كان حنونا جدا عليّ وقلبه طيب ، الله يرضى عليه ويرحمه برحمته وان شاء الله مثواه الجثواه" .
من جانبه ، قال أحمد أبو فنة شقيق القتيل فراس : " كنت في العمل واتصلوا بي قالوا لي أخوك انقتل ، فقلت لهم اتقوا الله . ثم توجهت الى مكان الجريمة ووجدته ينزف . فراس انسن محبوب وخلوق ، والكل يحبه ويحترمه فنحن أناس معروفون ، لكن للأسف يد الغدر ولا مجال لنا لقول شيء عن اغدر " .
وأضاف أحمد أبو فنة: " المرحوم فراس كان انسانا خلوقا يهتم بزوجته وابنه ، تزوجنا مع بعضنا البعض وأقامت لنا أمي عرسا وفرحت بنا ، كنا 4 شباب وبقينا الان 3 . اخر مرة تحدث معي فيها يوم أمس حيث طلب مني مالا وأخبرته أنني سأعطيه في الصبح وعندما ذهبت للمحل وجدته مغلقا فذهبت الى عملي وقلت له عندما أعود من العمل سأعطيك ، لكن للأسف جاءني خبر مقتله ، الله يرحمه " .
وختم حديثه قائلا : " أكثر ما يذكرني بفراس طيبه قلبه ، كنا نذهب معا للصيد وكانت جميع مشاويرنا أنا وأخوتي مع بعضنا البعض " .
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة