بلا شك لا نقلل من اهمية هذه الاعترافات الدوليه بدولة فلسطين وهذه البيانات الدبلوماسية بالرغم من كونها حاليا لا تتعدى الرمزية وفيها كثيرا من الغموض والتساؤلات وربما اقول هي اعترافات مبهمة، وجاءت متأخره وبعد مرور اكثر من 75 عاما اي منذ عام 1948 يوم الاعلان عن دولة اسرائيل وكان في حينها تسارعا لهذه الدول للاعتراف بها، وعلى رأسها بريطانيا بلفور التي مهدت الطريق قبل انهاء الانتداب لتعلن عن ضرورة اقامة وطن قومي لليهود.
والتي ساهمت في تكريس الاحتلال وتغاضت عن الجرائم والمجازر والاستيطان ليتوسع في احتلال باقي اجزاء فلسطين عام 1967.
وهذا التأخير كلف الشعب الفلسطيني التهجير واراقة الدماء والى ما وصل اليه اليوم من ابادة جماعية.
بكل الاحوال وكما يقال ان يأتي متأخرا خير من الا ياتي ابدا، وان عشرات السنين في عمر الشعوب قصيرة.
ان هذه الاعترافات قد يكون لها ارتدادات ايجابية وقد تشكل مكاسب سياسية ودبلوماسية ومعنوية ولكن يبقى السؤال وماذا بعد؟!
هل تغير الواقع على الارض، وهل طالبت هذه الدول بضرورة وقف الحرب على اهلنا بغزة ووقف هذه المجازر التي تحصد يوميا ارواح المئات من الاطفال والشيوخ والنساء؟!
حقيقة التحدي الاكبر والاهم في كل هذه الاعترافات هو ترجمتها فعلا الى تغيير الواقع على الارض ووقف الابادة في غزة، والا تكون هذه الاعترافات مجرد قرارات على الورق وفارغة من المضمون والجوهر.
غير ذلك لماذا لم يحددوا في اعترافاتهم عن اي دوله يتحدثون!!
لماذا لا يقرن الاعتراف بحدود الدولة وليشيروا على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ان هذه الاعترافات دون الخوض في هذه التفاصيل هي مؤشرات خطيرة جدا وقد تثير تساؤلات كثيرة.
الاعتراف الحقيقي يجب ان يكون واضحا دون اي لبس او غموض والا سيكون مشبوها مبهما.
الشعب الفلسطيني لا يريد عطفا دبلوماسيا ولا مجرد اعترافا.
ففلسطين وكما قال محمود درويش قبل ميلاد الزمان رست وقبل تفتح الحقب.