في مقابلة خاصة مع موقع بكرا، قدّم الكاتب والمحلل السياسي حسن عصفور قراءته لمؤتمر "حلّ الدولتين" الذي عُقد في نيويورك بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2025، مؤكداً أنّه شكّل "نقطة فصل سياسية في سياق الصراع الطويل مع الحركة الصهيونية ودولتها الفاشية إسرائيل، والولايات المتحدة السيف العسكري والسياسي الأمين لدولة الكيان."
ماكرون والرسالة الرمزية
توقّف عصفور عند رئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمؤتمر قائلاً: "ربما لو سأل أي فلسطيني آخر أن يكون رئيس فرنسا، إحدى القوى العظمى حالياً والاستعمار القديم سابقاً، رئيساً لمؤتمر عالمي حول دولة فلسطين، لكان الرد أنّ ذلك بعض من أحلام السياسة، لكنه حدث، وقاد ماكرون المؤتمر العالمي حول حلّ الدولتين."
وأضاف: "حضور ماكرون بشخصه، إلى جانب وزير خارجية المملكة العربية السعودية، منح الفعل قيمة خاصة ورسالة خاصة، بخلاف بعض القادة العرب الذين تراجعوا عن الحضور."
إعلان نيويورك.. خطوة غير عابرة
وبشأن البيان الختامي، شدّد عصفور على أنّه ليس مجرد وثيقة بروتوكولية: "مؤتمر حلّ الدولتين، مساراً وتفاعلاً، لن يكون حدثاً يمرّ بانتهاء قراءة البيان المسمّى إعلان نيويورك، بل هو سابقة سياسية في تاريخ الصراع مع دولة العدو."
وأوضح أنّ "الاعترافات المتتالية من دول أوروبية وغير أوروبية، ذات الثقل السياسي العالمي، لا يمكن اعتبارها حدثاً عابراً، بل مساراً تغييرياً ينقل الصراع إلى شكل جديد لم يسبق له مثيل منذ عام 1948."
فرصة للرسمية الفلسطينية
ورأى عصفور أنّ المؤتمر يضع القيادة الفلسطينية أمام مسؤولية تاريخية: "مؤتمر حلّ الدولتين يفرض واقعاً على المشهد الرسمي الفلسطيني لتعديل مسار الحراك السياسي وأدوات الفعل، والانتقال من فعل المطالبات الكلامية إلى فرض وقائع سياسية."
كما دعا الرئيس محمود عباس إلى مراجعة شاملة: "على الرئيس عباس، بعدما قدّم في خطابه كل ما طُلب منه التزاماً شرطياً لدول الغرب، أن يكمل التزامه نحو قرارات الشرعية الفلسطينية، بفكّ الارتباط مع دولة الكيان وتعليق الاعتراف بها إلى حين."
رسائل إلى العرب والفلسطينيين
أما على الصعيد العربي، فقال عصفور: "مؤتمر حلّ الدولتين رسالة للرسمية العربية، أنّ هناك مراكز قوى في عالم اليوم لم تعد الولايات المتحدة وحدها قادرة على تحديد مسارها، بل لعلّ الرسمية العربية باتت بيضة القبان في القطبية العالمية الجديدة."
كما وجّه رسالة إلى بعض القوى الفلسطينية قائلاً: "هناك من يستخفّ بمستحق سياسي له بصمة تاريخية، فقط لأنه معارضة للرئيس عباس أو للرسمية الفلسطينية، وهذا خطأ كبير."
ملاحظات جانبية
وختم عصفور بتعليق ساخر على ردود أفعال إسرائيل: "من الجميل أنّ الفلسطيني، وهو يعيش زمن إبادة جماعية وتطهير عرقي، يفرح دقائق من هلوسات مكوّنات دولة الفاشية بعد مسلسل الاعترافات بفلسطين… وكأنهم يشعرون أنّ ما جرى سيجعل فلسطين قائمة."