بدأ الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، توسيع عملياته العسكرية البرية على مدينة غزة، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف على المدينة المدمرة، وسط تصاعد الدعوات الدولية لإنهاء الحرب على القطاع الفلسطيني.ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، قصفاً عنيفاً طال أحياء تل الهوى، والرمال، والنصر، والشيخ رضوان، والدرج، ومنطقة النفق، والبلدة القديمة، في مدينة غزة، وبات الجيش الإسرائيلي يطبق الحصار على مدينة غزة المدمرة.
وتوغلت عشرات الدبابات الإسرائيلية قرب حديقة برشلونة، وسيطرت على شارع الصناعة "شهداء الأقصى"، بينما يتمركز الجنود الإسرائيليون في محيط مقر رئاسة "الأونروا" في جنوب حي الرمال.فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على مبنى سكني في مدينة غزة. 22 سبتمبر 2025 - REUTERSوذكر شهود عيان لـ"الشرق"، أن الجنود الإسرائيليين اقتحموا مقبرة في منطقة عائلة دُغمش قرب المستشفى الأردني الميداني في تل الهوى.وتصاعد الدخان فوق العديد من مناطق مدينة غزة، جراء القصف الجوي والمدفعي المكثف، وتفجير العربات المفخخة.
وتمركزت الآليات العسكرية الإسرائيلية قرب مباني الجامعة الإسلامية المدمرة، وعلى امتداد شارع تونس، وفي محيط المستشفى الميداني الأردني. كما فجر الجيش الإسرائيلي عربات مفخخة بمنازل الالفلسطينيين.وتتمركز آليات الجيش الإسرائيلي، قرب مفرق العيون في حي النصر، وآخر شارع الجلاء، وفي محيط بركة الشيخ رضوان، ومنطقة السودانية شمال مدينة غزة.وتشهد أجواء مدينة غزة، تحليقاً مكثفاً للمسيرات الإسرائيلية بمختلف الأنواع. كما قصف الطيران الحربي بعدة صواريخ، مربعاً سكنياً على قرب مفرق السامر بحي الدرج.
ومنذ فجر، الثلاثاء، تدور اشتباكات مسلحة عنيفة بين مقاتلين فلسطينيين وجنود إسرائيليين وسط انفجارات في منطقتي تل الهوى والشيخ رضوان، بحسب مصادر في "حماس".وبحسب الدفاع المدني في غزة، لايزال في المدينة نحو 700 ألف فلسطيني، بعدما نزح أكثر 400 ألف خلال الأسابيع الماضية إلى وسط القطاع وخان يونس في جنوبي القطاع.وتسعى إسرائيل إلى إجبار جميع سكان مدينة غزة على النزوح إلى منطقة المواصي، جنوب القطاع، ولكن وكالات الإغاثة الدولية تشير إلى أن "الأوضاع هناك مزرية"، حيث لا تتوفر أماكن لإقامة خيام النازحين، كما لا تتوفر مصادر للطعام والمياه والدواء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الاثنين، خروج مستشفيين في مدينة غزة من الخدمة، بسبب تصعيد إسرائيل لهجومها البري والأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي المتواصل.وقالت الوزارة، في بيان، إن مستشفى الرنتيسي للأطفال تعرض قبل أيام لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه، أشارت الوزارة إلى وقوع هجمات إسرائيلية في محيط مستشفى العيون القريب، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة أيضاً.وأضافت الوزارة، أن "الاحتلال يتعمد، وبشكل ممنهج ضرب منظومة الخدمات الصحية في محافظة غزة، وذلك ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع".