في لقاء خاص مع موقع بكرا، قال تيسير خالد، القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن "يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين في إسرائيل، يواصل تأرجحه بين مواقف اليمين واليسار الصهيوني"، مضيفًا: "شلوميت ألوني، التي قادت يومًا حزب ميريتس، وريث حزب مابام، تتلوى في قبرها، بعد أن دفن هذا الرجل حزبها المعتدل في مقبرة اليمين الإسرائيلي".
وأشار خالد إلى أنه "ما إن سمع غولان بخبر اعتراف دول التاج البريطاني، المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، بدولة فلسطين، حتى سار وراء القطيع الصهيوني وقدم له مشروع إنقاذ من العزلة، ومن الهوة التي سقط فيها بعدما ذهب بعيدًا في حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كما في الضفة الغربية".
وأوضح أنه في ردّة فعله على هذا الاعتراف، أعلن غولان أن الحديث عن دولة فلسطينية "مدمّر لإسرائيل"، وأنه "يتعين علينا أن نتحدث الآن عن عملية في مركزها مبدأ انفصال مدني مع مسؤولية أمنية بأيدي إسرائيل، لفترة زمنية طويلة وأساسية، تتيقن إسرائيل خلالها من أن في الجانب الثاني (الفلسطيني) من يطبّق أي اتفاق مستقبلي".
غولان يقترب من لابيد وغانتس ويتناغم مع نتنياهو
ورأى خالد أن "غولان، في هذه المواقف، اختار التقرب من يائير لابيد، رئيس المعارضة الإسرائيلية وزعيم حزب يش عتيد، الذي وصف الاعترافات بأنها كارثة سياسية، خطوة سيئة وجائزة للإرهاب، محمّلًا حكومة نتنياهو المسؤولية". وأردف: "قال لابيد إن حكومة إسرائيلية فاعلة كان يمكنها أن تمنع ذلك، من خلال عمل ذكي وجاد، بحوار دبلوماسي مهني، وبشرح صحيح". وأضاف أن الحكومة "التي جلبت علينا الكارثة الأمنية الأخطر في تاريخنا، تجلب علينا الآن أيضًا أخطر أزمة سياسية على الإطلاق".
وقال خالد إن مثل هذا الموقف "لم يكن متوقعًا من سياسي إسرائيلي جاء من أوساط عسكرية، وشكلت خلفيته العسكرية شخصيته السياسية لاحقًا، وهي شخصية قلقة يشدها ماضيها العسكري بكل جرائمه إلى الخلف، رغم انتقاداته لسلوك جنود إسرائيل الذين يمارسون عمليات قتل لأطفال غزة كهواية".
وختم تيسير خالد حديثه لموقع بكرا بالقول: "غولان وصل متأخرًا، فالاعتراف الدولي بدولة فلسطين قطع عليه وعلى نتنياهو وعصابته في الحكومة الطريق. فبالتزامن مع انعقاد الدورة رقم 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ستحصل دولة فلسطين على اعتراف 10 دول جديدة ذات وزن، بينها بريطانيا وفرنسا، ليصل عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى 159 من أصل 193 دولة".
وأكد أن "هذه الاعترافات تحمل دلالات سياسية وقانونية مهمة، لا يوقفها مشروع الانفصال المدني عن الفلسطينيين، ولا هستيريا المتطرفين في حكومة إسرائيل أمثال بتسلئيل سموتريتش وبن غفير، ولا توقفها تهديدات الضم التي يلوّح بها بنيامين نتنياهو، ولا المواقف العدائية من الإدارة الأميركية، ولا رسائل التهديد التي بعثتها الولايات المتحدة إلى فرنسا وبريطانيا وغيرها، والتي اعتبرت الاعتراف بدولة فلسطين مخالفًا لمصالحها، وقولها إن السابع من أكتوبر سيُصبح عيدًا لاستقلال فلسطين، كما نشرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية ونقلته وكالة رويترز".