أسخف هراء وأحقر موقف سمعته من رئيس الأركان الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي، الذي قال وعلى ذمة صحيفة " ذي غارديان" البريطانية: "ان الجيش الإسرائيلي يعمل ضمن قيود القانون الإنساني الدولي". وهو يقصد طبعا عمليات القتل التي يقوم بها الجيش في غزة. لكن هذا الجنرال الذي تخلى عن منصبه بسبب خلافات مع نتنياهو اعترف بإحصائية مرعبة اذ قال ان عدد ضحايا غزة بين قتيل وجريح تجاوز المائتي ألف فلسطيني.
يبدو واضحاً ان إظهار هذه المعلومات على السطح هي نكاية بنتنياهو وإحراجاً له حسب اعتقاد هاليفي، الذي تحدث في وقت سابق أمام مجموعة من المواطنين الإسرائيليين قائلاً "إن أكثر من 10٪ من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قد قُتلوا أو أُصيبوا" أي أكثر من 200 ألف شخص. هذه الأرقام لها أهمية خاصة كونها تصدر عن رئيس أركان إسرائيلي سابق ساهم بقتل شعب غزة، وهذه الأرقام كذبها نتنياهو وجاء الآن رئيس أركانه السابق يكذبه ويعترف بحقيقتها. وحسب تقرير "ذي غارديان" واستناداً الى البيانات الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية المسربة عن الضحايا حتى شهر مايو الماضي فإن أكثر من 80٪ من القتلى في غزة كانوا مدنيين.
وكما كانت بداية الخلافات مع رئيس الأركان السابق هاليفي، ظهرت مجددا تباينات في مواقف رئيس الأركان الجديد أيال زيمر مع نتنياهو. فقد كشفت القناة (12) العبرية أن زامير، أبلغ بنيامين نتنياهو، "أن عملية السيطرة على مدينة غزة تتطلب 6 أشهر، وحركة حماس لن تُهزم عسكرياً أو سياسياً حتى بعد احتلال المدينة." ووفقاً للقناة نفسها، سارع زامير في إبلاغ القيادة السياسية خلال جلسة مغلقة بأن العملية البرية في غزة "لن تحقق حسمًا كاملاً"
وماذا عن موقف لابيد مما يجري في غزة واسرائيل؟ يقولون عن لابيد انه المعارض القوي لسياسة نتنياهو وانه زعيم المعارضة. قد يكون ذلك صحيحا لأن الصراع الحقيقي بين لابيد ونتنياهو هو في الحقيقة صراع من أجل كرسي رئاسة الحكومة وليس من أجل غزة. يقولون لا فرق بين الحيّة السوداء والحيّة الرقطاء فكلتاهما سامتان. وهذا ينطبق على الثنائي نتنياهو ولابيد.
لابيد، يعترف بأن اسرائيل تمر بحالة انهيار سياسي وعزلة دولية. فقد كتب في صفحته الرئيسية على منصة أكس:" ان إسرائيل تواجه حالة من الانهيار السياسي والمقاطعة التاريخية والحكومة تقودنا نحو العزلة الدولية، دون إدراك عمق الأزمة وبدون امتلاك أي إستراتيجية مضادة".
وما دام الشيء بالشيء يكر، فلا بد من الإشارة الى ان نتنياهو لا يكتفي "بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين" كما ورد في شروطه لوقف الحرب على غزة، بل يريد أكثر من لك بكثير. فقد كشف في مقابلة مع القناة 13 العبرية، عن رؤيته الاستراتيجية للحرب، بقوله ان الهدف هو "تغيير وجه الشرق الأوسط".
وكان نتنياهو قد صرح حلال مؤتمر صحفي في الثاني والعشرين من شهر يونيو الماضي بأن إسرائيل "تعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط." ولم ينس نتنياهو التعبير عن حلمه برؤية إسرائيل الكبرى. فقد أعلن في الثاني عشر من شهر أغسطس الماي لقناة i24 العبرية عن ارتباطه الشديد بـ"رؤية إسرائيل الكبرى" القائمة على التوسع والاحتلال تشمل بحسب المزاعم الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com