أفادت "القناة 12" العبرية نقلا عن مصادر، مساء السبت، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا حاسما يوم الأحد 21 سبتمبر بشأن المفاوضات مع سوريا.
وتحدثت تقارير عبرية عن اقتراب عقد الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل، كما رجحت التقارير العبرية والغربية أن يتم توقيع الاتفاق قبل الجمعية العامة المنتظرة للأمم المتحدة والتي سيحضرها الرئيس السوري أحمد الشرع.
إلى ذلك، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن دمشق قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بوساطة أمريكية.
وأضاف الشرع أن اتفاقية الأمن مع إسرائيل ضرورة، لكنه أكد على ضرورة احترام إسرائيل للمجال الجوي السوري ووحدة أراضيها وأن يخضع لمراقبة الأمم المتحدة.
وصرح الرئيس السوري بأنه في حال التوصل إلى اتفاق أمني، فسيكون من الممكن التوصل إلى "اتفاقات أخرى" أيضا.
كما شدد الشرع على أن "السلام والتطبيع" غير مطروحين على الطاولة.
وكان الرئيس السوري قد كشف أن دمشق تجري مفاوضات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق تخرج بموجبه القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها عقب إسقاط النظام السابق.
وقال الشرع في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: "نحن الآن في طور مفاوضات ونقاش".
وأضاف أن إسرائيل اعتبرت أن سوريا خرجت من هذا الاتفاق مع سقوط النظام، في إشارة إلى اتفاق فض الاشتباك للعام 1974، وذلك رغم أن دمشق أبدت من أول لحظة التزامها به.
وتابع قائلا: "الآن يجري التفاوض على الاتفاق الأمني حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر".
وجاءت تصريحات الشرع بعدما أفاد مصدران مطلعان على المحادثات بين سوريا وإسرائيل، بأن تل أبيب قدمت إلى دمشق مقترحا تفصيليا لاتفاق أمني جديد، يتضمن خريطة لمناطق مقترحة تمتد من جنوب غرب دمشق وصولا إلى الحدود مع إسرائيل، وفق ما نقله موقع "أكسيوس".
كما أشارت المصادر إلى أن المحادثات تحرز تقدما، إلا أن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يبدو وشيكا في هذه المرحلة.
يذكر أن إسرائيل وسوريا لا تقيمان علاقات دبلوماسية ولا يزال البلدان رسميا في حالة حرب منذ العام 1948، إلا أن الطرفين أجريا خلال الفترة الماضية لقاءات برعاية أمريكية.
هذا، وكان موقع "أكسيوس" قد أفاد بأن إسرائيل قدمت لسوريا مقترحا مفصلا لاتفاق أمني جديد يتضمن خريطة مقترحة تمتد من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع إسرائيل.
وحسب المصدر ذاته لم ترد سوريا بعد على المقترح الإسرائيلي الذي قُدّم قبل عدة أسابيع، وتعمل على إعداد مقترح مضاد.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات لـ"أكسيوس" إنها تظهر تقدما لكن لا يبدو أن هناك اتفاقا وشيكا.
الاتفاق الأمني
ووفقا للمصدر ذاته، يهدف الاتفاق الأمني الذي يجري التفاوض عليه إلى استبدال اتفاق "فك الارتباط" لعام 1974 بين البلدين، حيث أصبح هذا الاتفاق غير ذي صلة بعد انهيار نظام الأسد واحتلال إسرائيل للمنطقة العازلة على الجانب السوري من الحدود.
وذكر المصدران المطلعان على التفاصيل لـ"أكسيوس" أن المقترح الإسرائيلي يستند إلى اتفاقية السلام التي أبرمتها إسرائيل مع مصر عام 1979.
وتعد هذه المطالب الإسرائيلية مطالب قصوى، حيث يطلب من سوريا الموافقة على منطقة واسعة منزوعة السلاح ومنطقة حظر طيران على أراضيها، دون تغيير أي شيء على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وجاء في المقترح أيضا، أنه سيتم تقسيم المنطقة الواقعة جنوب غرب دمشق إلى ثلاث مناطق، حيث يُسمح للسوريين بالاحتفاظ بمستويات مختلفة من القوات وأنواع من الأسلحة حسب المنطقة.
ويدعو المقترح كذلك إلى تمديد المنطقة العازلة بمقدار 2 كيلومتر داخل الأراضي السورية.
أما في الشريط المتاخم للمنطقة العازلة والأقرب إلى الحدود مع إسرائيل على الجانب السوري، فلن يُسمح بوجود قوات عسكرية وأسلحة ثقيلة، بل بوجود قوات الشرطة وقوى الأمن الداخلي.
ونقل "أكسيوس" عن مصدر مطلع على التفاصيل قوله إنه بموجب المقترح سيتم تصنيف المنطقة بأكملها من جنوب غرب دمشق إلى الحدود الإسرائيلية كمنطقة حظر طيران للطائرات السورية.
وفي مقابل هذه القيود على الجانب السوري، اقترحت إسرائيل انسحابا تدريجيا من جميع الأراضي التي احتلتها في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية، باستثناء موقع متقدم على قمة جبل حرمون الاستراتيجي.