مع استمرار الحرب وغياب أفق لنهايتها، تكشف المعطيات في إسرائيل عن أزمة نفسية متفاقمة في صفوف الجيش، تُلقي بظلال ثقيلة على المؤسسة العسكرية والمجتمع على حد سواء.
بحسب الأرقام الرسمية، حصل 1,135 جنديًا على إعفاء من المهام القتالية بسبب معاناتهم من اضطرابات نفسية مرتبطة بتجربتهم في المعارك، في مؤشر واضح على اتساع نطاق اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بين المقاتلين.
الأخطر من ذلك، تشير التقديرات إلى أنّ 62 جنديًا من الخدمة النظامية والاحتياط أقدموا على الانتحار منذ اندلاع الحرب، وهو رقم غير مسبوق يثير قلقًا عميقًا داخل المؤسسة الأمنية والطبية في إسرائيل.
أزمة صامتة داخل الجيش
خبراء في الصحة النفسية يحذّرون من أنّ هذه الأرقام قد لا تعكس الصورة الكاملة، إذ إن العديد من الحالات لا تُبلّغ بشكل رسمي بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية في صفوف الجنود. كما يشير مختصون إلى أن معدلات الانتحار والفشل النفسي مرشحة للارتفاع في حال استمرت الحرب من دون أفق سياسي.
ضغوط على المؤسسة العسكرية
تزايد الإصابات النفسية يضع تحديات جديدة أمام الجيش الإسرائيلي، الذي يضطر إلى استبدال المئات من المقاتلين المصابين، في وقت يشكو من نقص في القوى البشرية بعد عامين من المعارك المستمرة. ويؤكد محللون أن هذه الأزمة قد تؤثر على قدرة الجيش على الحفاظ على مستوى الجاهزية القتالية، خاصة مع ارتفاع حالات رفض الخدمة أو الانسحاب النفسي من الخطوط الأمامية.
المجتمع الإسرائيلي يواجه التداعيات
في موازاة التحديات العسكرية، يشهد المجتمع الإسرائيلي نقاشًا واسعًا حول الثمن الباهظ الذي تدفعه العائلات. جمعيات أهالي الجنود المصابين نفسياً تزداد نشاطًا، مطالبة الحكومة بتوسيع برامج الدعم النفسي وتخصيص ميزانيات عاجلة لمعالجة الأزمة.
مستقبل غامض
يرى مراقبون أن تفاقم أزمة الصحة النفسية بين الجنود، إلى جانب الخسائر البشرية المتواصلة في ساحة القتال، يعكس الاستنزاف الطويل الأمد الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي، ويطرح تساؤلات صعبة حول كلفة استمرار الحرب وجدوى إدارتها الحالية.