قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء واصف عريقات لموقع بكرا إن المعركة التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة تتسم بالضبابية والتناقض في المواقف داخل القيادة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن تصريحات نتنياهو ووزير الأمن ورئيس الأركان تعكس غياب خطة واضحة أو أهداف محددة.
وأضاف أن الادارة الامريكية منحت نتنياهو الضوء الأخضر لمواصلة العمليات العسكرية، لكنها اشترطت أن تنتهي بسرعة، بينما يؤكد الجيش أن المعركة قد تستمر من ستة أشهر إلى عام على الأقل.
وأوضح اللواء عريقات أن المخاوف تتزايد داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من الخسائر البشرية والنتائج الميدانية، ما يضع رئيس الأركان في مواجهة اتهامات محتملة بالتقصير.
وأشار إلى أن ما يجري على الأرض من قصف مكثف وقتل وتدمير يعبر عن حالة "هستيريا" إسرائيلية، هدفها الأساسي الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين من غزة، سواء عبر إغراءات للخروج الطوعي أو عبر التهجير القسري نحو سيناء.
وأكد اللواء عريقات أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة المكلفة من مجلس حقوق الإنسان قد أصدرت تقريرا عاجلا اعترفت فيه بارتكاب إسرائيل "إبادة جماعية في قطاع غزة". كما أكدت لجنة التحقيق أن التصريحات الصادرة عن القيادات الاسرائيلية تعد "دليلا مباشرا على نية الإبادة الجماعية". إضافة إلى اعتراف ضباط متقاعدين في الجيش الإسرائيلي نفسه بارتكاب القتل والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وهذه تُعد إدانة له لا إنجازًا عسكريًا.
واعتبر أن الوضع الراهن هو مرحلة رمادية ضبابية لا أفق فيها، حتى الحديث عن المفاوضات يبدو ضعيفًا، خاصة بعد استهداف الدوحة، وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ونتنياهو في مؤتمرهما الصحفي، التي أكدت أن الأمل ضعيف جدًا في نجاح أي مسار تفاوضي أو تحقيق الأهداف المرجوة عسكريًا في غزة.
وأكد اللواء عريقات في ختام حديثه أن هذه "الهستيريا" ستستمر، وربما يلجأ نتنياهو، مع اقتراب 22 أيلول، إلى فتح جبهة أو محور آخر للتصعيد، لأنه لا يستطيع تقبّل مشهد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.