في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في حضرة الحزن تسقط كل الكلمات.. أمام أمٍّ تمشي وحدها بين القبور، تتحدث إلى اثنين من أولادها، وكأنهما لم يغادرا. عيناها تبحثان عن وجهيْهما في الهواء، وصوتهما في صدى الريح، في حركة الشجر، في صمت التراب.
والدة القتيليْن قصي ومُهاد جوهر من جسر الزرقاء: قلبي يوجعني ولا أصدق أنني فقدتهما
تناديهما.. قصي.. مُهاد كما كانت تفعل قبل أن يخطفهما الموت، تتلو دعاءَها بصوتٍ خافت، وتضع على القبور ما بقي من قلبها. في كل زيارة، تحمل لهما وجع الأيام، وحنين الليالي، وأخبار البيت الفارغ.. هي لا تأتي لتودّعهما، بل لتكمل الحديث الذي لم ينتهِ.. لتحكي لهما عن الحياة من دونهما، ولتشكو إليهما الحياة من دونهما. في هذه المقابلة لقناة هلا وموقع بانيت، نحاول أن نمنح صوتًا للحزن، ووجهًا للألم، ونافذة للحديث عن واقع الأمهات اللواتي دفنّ أبناءهن بأيديهن، ليس مرة، بل مرتين..
لا شيء يعوّض الفقد.. لكن على الأقل، لنترك له مساحة ليتكلم!
إليكم حكاية أم قصي ومهاد جوهر من المقبرة في جسر الزرقاء حيث دُفن ابناها بعد مقتلهما بإطلاق نار.. وتركا الحسره تنهش قلبها المكسور. تستذكر الأم والدموع تنهمر من عينيها حديثها لنجلها قصي الذي قتل قبل أيام: "قلت له لا تطلع يما… قلت له خليك بالدار"، تهمس وكأنها تحاول إقناع الزمن أن يعود، أن يتوقف، أن يغيّر مجراه. لكن قصي خرج، ولم يعد. وفوق قبر ابنها الثاني الذي قتل قبل بضعة شهور تقول بصوت يملأه الحزن والحرقة: "ولادي مظاليم… ما عملوا شي. راحوا ضحية ظلم ما إلهم فيه. حسبي الله ونعم الوكيل".
وردا على سؤال لموقع بانيت وقناة هلا، تقول الام: "بس بدي اللي قتلهم يتحاسب. بدي يعرفوا إنو في أم ما راح تسكت. بدي حقي، بدي حق ولادي. هدول مش أرقام، هدول حياتي."وتضيف بصوت فيه دمعة وغضب: "بدي عدالة حقيقية، مش كلام. بدي عدالة تمشي على الكل".
مصدر الصورة
مصدر الصورة