والله نحن عرب لا نستحي
الإعلامي احمد حازم
فعلاً، نحن عرب لا نستحي بكل المقاييس إن كان على صعيد أنظمة أو شعب. نتحدث عن شيء ونفعل نقيضه. صحيح أن التعميم مرفوض لكن بشكل عام، نحن كذلك. الشاعر العراقي احمد النعيمي كتب قصيدة في 6 أغسطس 2009 بعنوان "نحن شعب لا يستحي" تعتبر من أقوى القصائد العربية المعارضة لأنظمة الطائفية. وقد نجح النعيمي في وصف الحالة العربية بشمل عام، اذ يقول فيها:
"نحن شعب لا يستحي/ ألسنا من والى علي وفى صلاته طعناه؟
ألسنا من عاهد عمر ثم غدرناه؟/ ألم ندعى حبه، وفى الصلاة لعنّاه؟
قسمًا نحن شعب لا يستحى"
هذه القصيدة دفعت بزعران ايران الى اعتقال النعيمي في بغداد وإعدامه في التاسع والعشرين من ديسمبر عام 2015 علماً بأن إيران كانت في تلك الفترة هي المسيطرة على مجريات الأمور في العراق
ولا تزال لغاية الآن. إيران اعتبرت القصيدة مسيئة ومهينة للشيعة. لكن الحقيقة هي أن النعيمي نطق بالحق وقال الحقيقة وسرد التاريخ الذي ينكره الملايين بسبب جهالتهم العمياء وطائفيتهم البغضاء.
قصيدة النعيمي تنطبق أيضا على عرب أنظمة الجامعة العربية وعلى "عرب إسرائيل". فهناك قادة أنظمة عربية يقولون في أحاديثهم السياسية "لا للاحتلال" "لا للمستوطنات" ويتبادلون الرسائل الصباحية (وغيرها) مع نتنياهو. بالله عليكم، ألسنا عرب لا نستحي؟
أما في مجتمعنا العربي "عرب إسرائيل" فحدث ولا حرج لأننا أصبحنا "عرب القتل" وليس فقط عرب اسرائيل. نحن ضربنا الرقم القياسي عالميا في حالات القتل بالنسبة لعدد السكان. 173 قتيلا هذا العام، ما شاء الله علينا. المعطيات الرسمية تقول ان 147 من الضحايا قتلوا بإطلاق نار، فيما كان 86 منهم دون سن الثلاثين، وثلاثة لم يبلغوا بعد الـ18. الشرطة لها "مساهمة" أيضاً في قتل العرب، إذ تحدثت المعلومات الرسمية عن 9 حالات قتل على يد الشرطة. كنت أتمنى أن نكون أصحاب رقم قياسي في انجازات علمية وليس في القتل، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه. بالله عليكم، ألسنا عرب لا نستحي؟
شعب غزة يتعرض لإبادة، عشرات آلاف القتلى والجرحي والتجويع. وماذا نفعل نحن؟ ألأعراس و"الحاواللومة" المرفقة بالولائم والصياح والزعاق لم تتوقف. حتى أن قلة الحياء وصلت بـ "عرب إسرائيل" الى التدافق بالآلاف على حفل كظم الساهر في الأردن. خبر التدافق المعيب هذا، دفع بفضيلة الشيخ رائد صلاح الى كتابة مقال ساخر ناقد بعنوان:" بالروح بالدم نفديك يا كاظم" قال فيه حرفياً:
"ويوم أن جمع هذا الزحف الفلسطيني الهادر قاعات الانتظار ما قبل الدخول إلى الأردن، كانوا كقطعة بشر واحدة من شدة الزحام، وكان العرق يتصبب من رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم كأنه يوم الحشر والنشور، ومع ذلك صبروا على شدة لأواء هذا الانتظار الذي كان حالهم فيه كأنهم يقفون حُفاة الأقدام على جمر لاهب شوقًا للقاء كاظم، لدرجة أن بعضهم تعرض للإغماء من شدة الحر وطول الانتظار، ومع ذلك نهض من إغمائه ولسان حاله يقول: من أجل لقائك يا كاظم كل شيء يهون." بوركت فضيلة الشيخ.
بالله عليكم، ألسنا نحن عرب اسرائيل لا نستحي؟