بعد أكثر من عامين على حرب غزة، لا تزال المنطقة تتأرجح بين هدوء هش وتصعيد متكرر. كل الجبهات مفتوحة بدرجات مختلفة، فيما تتحرك القوى الكبرى والإقليمية ضمن مساحات محسوبة، لكنها على تماس دائم بخطر الانزلاق إلى مواجهة أوسع.
* غزة وسيناء: الخط الأحمر المصري..
إسرائيل مستمرة في عملياتها ضد غزة، لكنها تصطدم بموقف مصري واضح: رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء. القاهرة تعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وأي محاولة لدفع المدنيين نحو الحدود قد تؤدي إلى أزمة كبيرة مع تل أبيب.
سيناء تشكّل خطًا أحمر حقيقيًا يحدّ من حرية الحركة الإسرائيلية ويجعل أي خطوة تهجير محفوفة بالخطر السياسي والأمني.
* الضفة الغربية: اعتداءات متكررة وتداعيات سياسية
تشهد مناطق الضفة الغربية اعتداءات متكررة تشمل المصادرة القسرية للأراضي والمنازل، وتوسيع المستوطنات، وممارسات أمنية صارمة بحق السكان المدنيين. هذه السياسات تولّد احتقانًا شعبيًا واسعًا، وقد تؤدي إلى:
• زيادة التوتر المحلي وتصاعد الاحتجاجات والمواجهات مع الجيش والمستوطنين.
• تآكل الثقة بأي عملية سياسية مستقبلية مع السلطة الفلسطينية أو المجتمع الدولي.
• احتمالية توسيع دائرة المواجهة لتشمل مناطق أخرى، بما فيها غزة، في حال تصاعد ردود الفعل الشعبية.
* لبنان: جبهة قابلة للاشتعال
الحدود الشمالية تشهد منذ حرب غزة اشتباكات متقطعة واغتيالات متبادلة. الضغوط الغربية على الحكومة اللبنانية لتقييد سلاح حزب الله تصطدم برفض حازم من الحزب، ما يجعل أي محاولة لتغيير التوازن محفوفة بالمخاطر.
الاحتمال الأكبر للاشتعال يكمن في ضربة غير محسوبة، مثل اغتيال قيادي أو قصف موسع، قد يفتح الباب لأيام أو أسابيع من الحرب قبل تدخل الوساطات.
* سوريا: ساحة الفوضى
سوريا تبقى ميدانًا للفوضى وصراع الوكلاء: ضربات إسرائيلية مستمرة ضد أهداف إيرانية، تمركز محدود للقوات الأميركية، وتعزيز النفوذ الروسي والإيراني في مناطق النظام.
أي هجوم نوعي على القوات الأميركية قد يجرّ إلى رد واسع وتوتر إقليمي يمتد إلى العراق وشرق المتوسط.
*محور المقاومة: الضغط الذكي
إيران تدير معركتها عبر دعم حلفائها في لبنان والعراق واليمن، مع ردود محسوبة لرفع الكلفة على إسرائيل والولايات المتحدة دون الانزلاق للحرب الشاملة. في اليمن والبحر الأحمر، يبقى الممر الملاحي الدولي تحت التهديد، ما يزيد الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية.
*الرؤية والمنطق: المستقبل
المنطق السياسي والعسكري يفرض على الجميع الاعتراف بالخطوط الحمراء وقيود التوازن:
• سيناء: خط لا يُمس بالنسبة لمصر.
• الضفة الغربية: استمرار السياسات العدائية قد يؤدي إلى توسيع دائرة المواجهة داخليًا وخارجيًا.
• لبنان: قدرة حزب الله على الردع تمنع تغييرات أحادية للتوازن.
• سوريا: مسرح لصراع النفوذ مع احتمال تصعيد محدود.
• محور المقاومة: يرفع الكلفة دون الانزلاق الكامل للحرب.
*السيناريوهات المستقبلية:
• تصعيد محدود ومؤقت على جبهة الضفة أو لبنان أو غزة، يُحتوى بوساطات.
• حرب إقليمية متوسطة عند وقوع أحداث متزامنة تشمل الضفة وغزة ولبنان وسوريا والبحر الأحمر.
• استقرار هش طويل الأمد مع استمرار الاشتباكات المحدودة والتحكم في خطوط النار عبر التهدئة الإقليمية والدولية.
• اللهم اني كتبت وحللت وأستنتجت وأن كنت على خطأ فصححوني..
• انتهى..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com