صدر حديثا عن دار سهيل عيساوي للطباعة والنشر ، وبدعم من وزارة الثقافة وصندوق يهوشوع رافينوفتش للفنون ، كتاب الأدب الشعبي الفلسطيني ، للباحثة والأديبة الدكتورة جهينة عمر الخطيب .
مصدر الصورة
يقع الكتاب في 172 صفحة من الحجم الكبير ، طباعة قشيبة ، كتبت المؤلفة في مقدمة كتابها . ويأتي هذا الكتاب ليقدم دراسة شاملة لمجموعة من الأشكال الأدبية الشعبية ، بدءا من الأغاني الشعبية التي تعكس أصوات الفرح والحزن والتحدي . وتتناول الأغاني الفلسطينية مواضع متنوعة ، من الحب والحنين إلى الوطن ، إلى تأكيد الهوية والانتماء وإلى توثيق الحياة الاجتماعية ". من مواضيع الكتاب ؛ ماهية الأدب الشعبي وتطوره ، دراسات في الأغنية الشعبية الفلسطينية ، سيكلوجية المرأة في الأغنية الشعبية الفلسطينية ، مهاهاة الأعراس ، الحكاية الشعبية ، سيكلوجية البناء السردي للأدب العجائبي ، الدنيا حكاية للأديب صالح أحمد أنموذجا ، قوانين إكسل في تحليل الحكاية الشعبية ، دراسة الأمثال الشعبية ، دراسة تحليلية في ضوء النظرية الفرويدية ، التأثير بين الأدب الشعبي العربي والأدب الشعبي العبري ، بشار إلى أن الكتّاب يعتمد على العديد من المراجع والمصادر والمقابلات الشخصية.
تناول الكتاب الأدب الشعبي الفلسطيني بوصفه مكوّنًا أصيلاً من الهوية الثقافية والجمعية للشعب الفلسطيني، باعتباره مرآة للتجربة التاريخية والاجتماعية والنفسية. ويعرض عبر خمسة فصول محاور أساسية:
1. ماهية الأدب الشعبي وتطوره
يقدّم مهادًا نظريًا لتعريف الأدب الشعبي وخصائصه ووظائفه الاجتماعية والثقافية، ويؤكد على كونه نظامًا معرفيًا متكاملاً ينقل القيم والمعتقدات ويعكس الذاكرة الجمعية. كما يتتبع تحولات هذا الأدب في ضوء التغيرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية.
2. الأغنية الشعبية الفلسطينية
يُبرز دور الأغنية الشعبية كأداة للتعبير الفردي والجماعي، خاصة في سياق المرأة. وقد تناولت المؤلفة محورين أساسيين:
* سيكولوجية المرأة في الأغنية الشعبية في الجليل.
* "مهاهاة" الأعراس الفلسطينية بوصفها فضاءً رمزيًا يمنح النساء فرصة للتعبير والبوح والاحتجاج.
3. الحكاية الشعبية الفلسطينية
تناولت الحكاية الشعبية باعتبارها وسيلة لحفظ المعارف والأخلاق ونقلها عبر الأجيال. وتم تحليل نماذج من الحكايات ذات الطابع العجائبي والأسطوري وفق نظريات بروب وتودوروف، مع إبراز بنيتها السردية وتقنياتها. كما ناقش الفصل العلاقة بين الحكاية والذاكرة الجماعية ومقاومة النسيان والإقصاء.
4. الأمثال الشعبية الفلسطينية
درست المؤلفة الأمثال من زاوية نفسية في ضوء النظرية الفرويدية، مبيّنة كيف تجسد الأمثال البُنى اللاواعية والرموز المكبوتة، كما أبرزت وظائفها الأخلاقية، الدينية، النفسية، التعليمية، والحجاجية في صياغة الوعي الجمعي الفلسطيني.
5. دراسة مقارنة
خُصص الفصل الأخير لمقارنة التأثر والتأثير بين الأدب الشعبي العربي والعبري، عبر تحليل الموضوعات والرموز المشتركة والمختلفة. وخلصت الدراسة إلى أن الأدب الشعبي يشكّل فضاءً للتفاعل الثقافي والحضاري، ويمثل رافدًا لتعزيز المكانة الثقافية للشعب الفلسطيني في السياقين الإقليمي والدولي.
6. يؤكّد الكتاب على أن الأدب الشعبي الفلسطيني ليس مجرد موروث شفهي، بل هو خطاب حيّ يعكس الهوية، ويؤدي وظائف ثقافية ونفسية واجتماعية متعددة. كما يشكل دراسة علمية رصينة تؤسس لقراءة جديدة للأدب الشعبي باعتباره تراثًا تفاعليًا مستمرًا يربط الماضي بالحاضر، ويوثّق تجربة الصمود والمقاومة الفلسطينية.