آخر الأخبار

سيكوي- أفق تصدر ورقة سياسات حول وضع المعلمات العربيات في التعليم العبري منذ بداية الحرب 

شارك

خوف وصمت قسري: كيف حولت الحرب المعلمات العربيات إلى هدف للملاحقة؟

سيكوي-أفق تصدر ورقة سياسات حول وضع المعلمات العربيات في التعليم العبري منذ بداية الحرب

جاء في بيان أنه: "عشية افتتاح السنة الدراسية، أصدرت جمعية سيكوي-أفق ورقة سياسات تكشف واقعاً صادماً تواجهه المعلمات العربيات في المدارس العبرية عقب أحداث السابع من أكتوبر والحرب التي تلتها. هذه الدراسة، التي شملت توثيق تجربة معلمات عربيات من خلال مقابلات معمقة مع 9 معلمين ومعلمات عرب خلال العام الدراسي 2023-2024 إلى جانب محادثات مع أخصائيين مهنيين في مجال التربية وتأهيل المعلمين، تكشف عن واقع من الترهيب والإقصاء والملاحقة المنهجية التي تستهدف المعلمات العربيات في المدارس اليهودية".

مصدر الصورة

ووفق البيان: "هذه الممارسات ضد المعلمات العربيات في التعليم العبري تأتي في سياق أوسع من الملاحقة والتضييق على المواطنين العرب والتشريعات المقيدة لحقوقهم، وهي لا تنتهك حقوقهن وأمنهن الوظيفي فحسب، بل تمس أيضاً بسيرورة دمجهن في مجال التدريس، وذلك في ظل غياب الدعم المؤسسي وبلورة تشريعات تشدد من إجراءات الرقابة عليهن. كل هذه الأمور مجتمعة تهدد مشروعاً تربوياً حيوياً نما بشكل كبير خلال العقد الماضي، حيث ارتفع عدد المعلمات العربيات في التعليم العبري من 418 معلمة عام 2011 إلى نحو 3000 معلمة عام 2023، ليشكل حلاً عملياً لأزمة النقص الحاد في المعلمين وجسراً لكسر الحواجز والصور النمطية بين المجتمعين".

شهادات من الميدان

تعرض الشهادات، التي جُمعت بأسماء مستعارة حفاظاً على الخصوصية، قصصاً مؤلمة من الملاحقة اليومية. تقول أماني، معلمة التربية الخاصة: "وُجهت لنا ملاحظات عندما تحدثنا بالعربية في غرفة المعلمين، شعرت بالاختناق وبكيت كثيراً". بينما تروي يارا، معلمة الرياضيات، كيف واجهها المدير فور وصولها قائلاً: "أنتن في مدرسة يهودية، ويحظر هنا التحدث بالعربية".

تصف شام، معلمة العلوم، تعرضها لـ"اختبارات ولاء" من الطلاب: "سألوني: في أي جانب تقفين؟ أنت مع حماس؟ هل تحبين إسرائيل؟" فيما واجهت نور تهديدات مباشرة: "سألتني إحدى المساعدات عن دعمي لحماس، وعندما لم أجب قالت: هذا يعني أنك تؤيدينها".

وقد وصلت الملاحقة حد فقدان العمل، كما حدث مع معلمة نشرت منشوراً يدعو لوقف الحرب فاستهدفها أولياء الأمور، مما اضطرها للخروج لإجازة غير مدفوعة ولم تعد للمدرسة. كما تعرضت أخرى للملاحقة بسبب صورة المسجد الأقصى كخلفية على صفحتها الشخصية منذ أكثر من سنتين.

أزمة تهدد مشروعاً تربوياً حيوياً

تكشف المعطيات عن تناقض صارخ يعكس عمق الأزمة: في ظل نقص حاد يعاني منه الجهاز التعليمي العبري - إذ تفيد التقارير الرسمية الصادرة مؤخرا، بوجود نقص بين 4000-5000 معلمة في التعليم العبري، في المقابل، يعاني التعليم العربي من فائض، إذ لم يُلبَّ 6000 طلب توظيف حتى عام 2020 من أصل 9,400 طلباً.

هذا الدمج لا يحل مشكلة آلاف المعلمات العربيات المؤهلات العاطلات عن العمل فحسب، بل يساهم، وفق أبحاث أجريت في هذا السياق، في كسر الصور النمطية وتعزيز التربية المبنية على معرفة وتقبّل الآخر.

عوائق منهجية تفاقم الأزمة وتوصيات

هذا وحددت الورقة عوائق رئيسية أدت لتفاقم وضع المعلمات العربيات: غياب سياسة واضحة من قبل وزارة التربية والتعليم، نقص الأدوات المهنية التأهيل والدعم من قبل إدارة المدارس، غياب آليات لإدارة غرفة معلمين متنوعة، وعدم توفر أدوات التربوية للتعامل مع حالات العنصرية والملاحقة من طرف الأهالي والطلاب.

رغم قتامة الوضع، تقدم جمعية سيكوي-أفق توصيات عملية لإنقاذ هذا المشروع التربوي الحيوي. تشمل التوصيات بلورة إجراء مهني شفاف لمعالجة حالات الملاحقة والعنصرية، يضمن تمثيلاً متنوعاً في اللجان التأديبية ويراعي أهمية عمل المعلمين العرب في جهاز التعليم العبري.

كما تدعو الورقة لتبني خطة وزارية شاملة لاستيعاب المعلمين العرب تشمل تدريباً تمهيدياً ومرافقة مهنية ومعنوية مستمرة، إلى جانب تطوير برامج تأهيل للطواقم التدريسية والإدارية في المدارس الدامجة لبناء بيئة آمنة وتشجيع الحوار القائم على الاحترام والشراكة.

تؤكد الجمعية أن تبني هذه التوصيات قد يساعد على استعادة الشعور بالأمان لدى المعلمات العربيات وضمان استمرار هذا المشروع التربوي الذي يخدم المجتمع كله، مشددة على أنه في واقع صعب كالواقع الراهن، ينبغي على وزارة التربية أن تكون وكيل تغيير يسهم في تصور وبناء مجتمع أفضل. حسب البيان

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا