كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحقيق موسع، عن مجموعة من الشخصيات المقربة من وزير المالية الإسرائيلي ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، والتي تُعرف إعلاميًا بـ"حلقة سموتريتش". ووفقًا للتحقيق، فإن هذه المجموعة، المكوّنة من تسعة مستوطنين ينتمون إلى التيار اليميني المتطرف، تمارس تأثيرًا كبيرًا على قرارات الوزير، وتلعب دورًا مركزيًا في توجيه سياساته وتحركاته داخل الحكومة الإسرائيلية.
التقرير أشار إلى أن هذه المجموعة ليست مجرد دائرة استشارية عادية، بل آلية منظمة ومتماسكة تقوم بدور فعّال في صياغة الاستراتيجيات، وتنعقد اجتماعاتها بشكل شهري لمناقشة المواقف السياسية والعسكرية قبل كل منعطف حاسم، لا سيما ما يتعلق بالحرب والصفقات مع الفصائل الفلسطينية.
وبحسب الصحيفة، فإن نفوذ هذه "الحلقة" يمتد إلى وزارة المالية، حيث تسيطر عمليًا على مفاصل اتخاذ القرار فيها، وتشارك في رسم السياسات الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالتمويل الموجه للاستيطان في الضفة الغربية. ويُنظر إلى هذه المجموعة كأداة تنفيذية تعكس الرؤية الأيديولوجية لسموتريتش، وتعزز قبضته داخل الحكومة، خصوصًا في ظل سعيه لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة، وعرقلة أي جهود دولية للاعتراف بدولة فلسطينية.
وتُعتبر هذه المجموعة أحد أبرز مظاهر التمدد السياسي للمستوطنين داخل مراكز السلطة في إسرائيل، حيث نجحت في السنوات الأخيرة في ترسيخ حضورها في المؤسسات الحكومية، والمشاركة النشطة في صياغة السياسات الأمنية والاستيطانية، مستفيدة من موقع سموتريتش ومواقفه المتشددة.