قال قسام البرغوثي، نجل الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، إن العائلة فوجئت من المشاهد التي بثها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير من داخل زنزانة والده. وأوضح: "الفيديو كان صادمًا لنا جميعًا، لم أتعرف على ملامح والدي بسهولة، بدا منهكًا، ضعيف البنية، وكأنك ترى نصف إنسان، وهذا ليس مروان الذي نعرفه من قبل، بل نتيجة سياسة متعمدة لإضعاف الأسرى جسديًا ونفسيًا".
وأضاف قسام أن والده، المعتقل منذ عام 2004 والمحكوم بخمسة مؤبدات، يعيش في عزل انفرادي منذ عامين متواصلين، متنقلًا بين سجن مجدو وسجن ريمون، دون أن تتمكن العائلة من زيارته: "نحن محرومون من زيارته منذ أكثر من 24 شهرًا، لا رسائل، لا لقاءات، لا اتصال مباشر. هذه العزلة ليست فقط جدرانًا، بل جزء من سياسة تستهدف عزيمته، وتستهدف كل أسير فلسطيني".
بين البرغوثي وغزة
وربط قسام بين ما يعيشه والده وما تعيشه غزة تحت الحصار، قائلاً: "مروان اليوم يُجوع كما تُجوع غزة، هذه ليست مصادفة. هذه سياسة واحدة، تستخدم الجوع كأداة لكسر الإرادة. يريدون أن يوصلوا رسالة بأنهم قادرون على إخضاع الجسد وإذلاله، لكنهم يتجاهلون أن الإرادة لا تُهزم بهذه الطريقة. إذا لم يخضعوا غزة، لن يخضعوا مروان، وإن أجاعوا غزة أو أجاعوا مروان، لن يكسروا عزيمتهما".
واعتبر قسام أن زيارة بن غفير لزنزانة والده كانت فعلًا استعراضيًا للتنكيل، لكنه تحوّل إلى ما وصفه بـ"تسونامي تضامن شعبي": "كان هدفه إهانة والدي والتقليل من رمزيته أمام الرأي العام، لكن النتيجة جاءت عكسية. خلال ساعات من انتشار المقطع، انهالت علينا رسائل التضامن من كل مكان: من مخيمات الضفة وغزة، من شوارع العواصم العربية، ومن سياسيين ودبلوماسيين أوروبيين. لقد أعاد الفيديو اسم مروان إلى الساحات المحلية والدولية بقوة".
وتطرق قسام إلى واقع الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية، قائلاً: "الأسرى اليوم يواجهون ظروفًا غير مسبوقة منذ السابع من أكتوبر 2023. هناك تقليص في الطعام، تراجع في النوعية، منع للكتب والملابس، تضييق على الزيارات، ونقل الأسرى بين السجون كنوع من العقوبة الإدارية. لكن رغم كل ذلك، الحركة الأسيرة ما زالت موحدة، تحافظ على تواصلها الداخلي، وتدير معارك يومية للحفاظ على الكرامة. هذه ليست فقط معركة حقوق، بل معركة وجود".
العزل والتجويع
وأكد أن هذه السياسة الإسرائيلية، التي تجمع بين العزل والتجويع، هي في جوهرها محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين السجان والأسير: "هم يريدون أسيرًا منزوع الروح، مكسور الإرادة، لكنهم يواجهون أناسًا يعتبرون أن الصمود داخل الزنزانة جزء من النضال خارجها. وهذا ما لم يفهمه بن غفير حين قرر اقتحام الزنزانة بالكاميرات".
وختم قسام البرغوثي تصريحاته بالقول: "نحن نخشى على حياة والدي، لكننا نعرفه جيدًا. الجسد قد يضعف، لكن الإرادة تزداد قوة عندما تدرك أن قضيتك أكبر منك. هذه ليست قصة مروان فقط، بل قصة كل أسير فلسطيني، وقصة كل بيت في غزة يعيش تحت الحصار. المعركة واحدة، والنتيجة النهائية يحددها الصمود، لا سياسة التجويع".