آخر الأخبار

د. محمود خلوف لبكرا: خطاب نتنياهو يعكس ثباتاً استراتيجياً وتحضيراً لضربة محتملة ضد إيران

شارك
Photo by Yonatan Sindel.Flash90

في حديث مع المحلل المختص بالصراع العربي الإسرائيلي، د. محمود خلوف، تحدث عن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مؤكداً أنه يعكس ثباتاً في مجموعة من المبادئ والاستراتيجيات التي اعتمدها منذ بداية تسلمه الحكم، مع تطويرها لتتناسب مع مستجدات الإقليم.

وأشار د. خلوف إلى أن خطاب نتنياهو يتسم بـ"الاستمرارية"، حيث يكرر نفس الرؤية والسياسات التي انطلقت من جامعة بار إيلان وحتى اليوم، مع تعديلات تكتيكية تستجيب لمتغيرات المنطقة، خاصة بعد اغتيال حسن نصرالله. وقال إن هذا الخطاب يسعى لإظهار صورة الانتصار والسيطرة، رغم "الغرق في مستنقع غزة" كما وصفه المعارضون واليسار الإسرائيلي.

توقعات بضربة إيرانية محتملة

أكد د. خلوف أن خطاب نتنياهو، وربطه بكلام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يشير إلى احتمال تنفيذ ضربة عسكرية قريبة ضد إيران. ورغم عدم التأكد من صحة المعلومات حول استعادت إيران لعافيتها، فإن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية والتكتيكات المرتبطة بوقف إطلاق نار من جانب واحد تعكس نية الاستعداد لحرب طويلة.

وشدد على أن غزة لم تعد "البعبع" في المعادلة الإقليمية، كما أن لبنان وسوريا ليسا في دائرة التركيز المباشر الآن، بل إيران هي الهدف الرئيسي.

ملف الأسرى الاسرائيليين غائب

لفت د. خلوف إلى أن موضوع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة "أصبح في خبر كان ولم يعد في أجندة الخطاب السياسي لنتنياهو"، الذي يصر على مواصلة احتلال غزة، مع التهديد بتدمير شامل للقطاع، كما حدث في رفح وجباليا وأحياء أخرى، حيث بلغت نسبة الدمار أكثر من 80% في خانيونس.

وشرح أن استراتيجية إسرائيل تهدف إلى دفع الفلسطينيين إلى "فقدان الأمل" ومن ثم الهجرة القسرية، بعد تدمير مقومات الحياة، ليس من باب الهجرة الطوعية، بل عبر فرض أوضاع مأساوية كالقتل الجماعي والحصار والدمار.

مشاريع اقتصادية وأمنية في غزة

أكد د. خلوف أن هناك مشاريع اقتصادية خطيرة ضمن استراتيجية نتنياهو، تشمل التنقيب عن الغاز الطبيعي في بحر غزة، وإقامة أنابيب ضخمة لنقله عبر جنوب القطاع إلى قبرص، ما يشير إلى وجود تعاون وتفاهمات مع جهات داخلية وخارجية، بينها وزير المالية الإسرائيلي الذي هدد بإسقاط الحكومة إذا لم تستمر هذه الخطة.

وأوضح أن إسرائيل تفكر باستمرار احتلال القطاع عبر إدارة محلية عميلة تابعة للجيش، إلى جانب المشاريع الاقتصادية التي تسعى إسرائيل وترامب إلى تنفيذها في القطاع، والذي يصفه ترامب "بملكه الخاص".

التضامن العربي والفلسطيني محدود

أشار د. خلوف إلى غياب التضامن الحقيقي من الدول العربية، وترك الفلسطينيين وحدهم في غزة، مع وجود تضامن بسيط في الضفة الغربية والقدس، لكن ذلك يبقى في الحد الأدنى بسبب استمرار الحياة الطبيعية هناك، من حفلات تخرج وأعراس، مما يعكس حالة انقسام وضعف في الوحدة الوطنية، ويدفع نتنياهو إلى الشعور بأنه "لوحده في هذا الإقليم".

إلغاء حل الدولتين وتصعيد الاستيطان

يرى د. خلوف أن نتنياهو يسعى لإلغاء فكرة حل الدولتين عبر تفريغ السلطة الفلسطينية من أي دور فعلي على الأرض، وتقليص قدرتها إلى اسم فقط، مع استمرار الحصار والسيطرة على المعابر.

وأشار إلى توافق أهداف نتنياهو مع بعض أقطاب اليمين المتطرف مثل بن غفير وسموتريتش، لكن نتنياهو يستخدم خطاباً أقل تطرفاً ليحافظ على فرص التطبيع مع الدول العربية، في حين أن بعض المتطرفين لا يمانعون التضحية بهذا الأمر.

توقعات بسنة إقليمية صعبة

حذر د. خلوف من أن العام المقبل سيكون عاماً مليئاً بالمفاجآت والأزمات، خاصة مع الأوضاع السياسية الداخلية في إسرائيل، من قضايا التجنيد وميزانية الدولة، التي لم تحسم بعد، وأشار إلى أن انتخابات مبكرة قد تكون متوقعة.

طموحات توسعية في الإقليم

أكد أن نتنياهو يطمح لأن يكون القوة الردعية الأولى في الشرق الأوسط، ويرغب في توسيع نفوذه على حساب الأراضي السورية واللبنانية، مستغلاً الانقسامات الداخلية هناك.

وأشار إلى أن نتنياهو لا يتردد في استهداف إيران مباشرة، عبر اغتيالات وتخريب خلايا، ويركز على تحجيم نفوذها في اليمن والملف الحوثي.
كما أكد أن إسرائيل تتعاون مع دول التطبيع وأمريكا لإقامة قواعد عسكرية في الصومال لضمان حماية الملاحة البحرية ومواجهة الحوثيين.

بكرا المصدر: بكرا
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا