فجعت الناصرة والبيرة ومدينة لوس أنجلِس، ومعها أبناء الوطن والمهجر، برحيل المحامي الوطني البارع نجيب نبيل خوري (1977–2025)، نجل الدكتور نبيل خوري والسيدة راغدة فوزي عازر خوري، الذي وافته المنية في الولايات المتحدة بعد مسيرة مهنية مشرّفة وحياة حافلة بالانتماء والعطاء.
وُلد خوري في مدينة لوس أنجلِس، لكنه ظل وفيًّا لجذوره في الناصرة، التي حمل صورتها في قلبه وبيته. أصرّ على إتقان العربية حتى أجادها أكاديميًا بدراسته في جامعة بيرزيت، قبل أن يتخرّج في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، ويحصل على اللقب الثاني في دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية من جامعة كاليفورنيا – بيركلي.
بدأ مسيرته المهنية مساعدًا لرئيس المحكمة العليا في ألاسكا، ثم انتقل إلى لوس أنجلِس حيث شغل مناصب مرموقة، من بينها المدير التنفيذي لمجلس علاقات موظفي مدينة لوس أنجلِس، وعضوية الأكاديمية الوطنية للتحكيم (NAA).
حاز خوري خلال مسيرته على عدد من الجوائز وشهادات التقدير، أبرزها اختياره ضمن أفضل المحامين الشباب في جنوب كاليفورنيا وفق تصنيف Super Lawyers (إصدار Rising Stars لعام 2009)، حيث تصدّر الغلاف تكريمًا لإنجازاته القانونية المرموقة. كما نال تقدير جهات مهنية وقانونية متعددة في الولايات المتحدة لالتزامه بالدفاع عن العدالة وخدمة المجتمع.
ينحدر الفقيد من عائلة وطنية ذات أثر إنساني عميق؛ فوالده، الدكتور نبيل خوري، أسّس جمعية أصدقاء الناصرة وترأسها لسنوات، مقدّمًا من خلالها دعمًا سخيًا لعشرات المؤسسات والمبادرات في المدينة.
ارتبط نجيب بالمحامية الفلسطينية فادية عصام رفيدي من مدينة البيرة، ورُزقا بابنتين هما بهية وسمر، وبقي حاضرًا في حياتهما حتى أيامه الأخيرة، رغم معركته الطويلة والشجاعة مع المرض.
رحيل نجيب نبيل خوري يمثّل خسارة مزدوجة؛ فإلى جانب الفقد الإنساني، فقدت العدالة صوتًا قانونيًا ملتزمًا جمع بين المهنية العالمية والانتماء الوطني، تاركًا إرثًا من المحبة والوفاء للجذور سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.
موقع بكرا أداره وعاملين. يعزون الزميله أوديت شومر والعايله. لوفاه ابن اختها