وسط الحصار الخانق وغياب أبسط مقومات المعيشة، تحاول الشيف ياسمين ناصر أن تملأ فراغ الطناجر في غزة بوصفات بسيطة من بقايا ما يمكن العثور عليه: "دجاج" من الطحين والماء، فاصوليا بديلة من نبات الصبّار... حلول مبتكرة هدفها إسناد الناس لا استعراض المهارات.
فيديوهاتها لاقت انتشارًا واسعًا عبر منصات التواصل، ليس لمجرد الفكرة، بل لأن كثيرًا من أهل غزة جرّبوا ما قدمته فعليًا وشاركوا تجاربهم في التعليقات، مؤكدين أنها كانت فعالة في ظل انعدام الخيارات.
من خلال أطباقها، تنقل ياسمين إحساسًا بالانتماء والدعم، وتحوّل الطبخ من رفاهية إلى وسيلة للبقاء. جملتها المتكررة — "لما كنا نسمع ما في حدا بيموت من الجوع، كان لسه في خير بالدنيا" — لم تعد مجرد عبارة، بل موقف.
ياسمين ناصر من مواليد 1991، درست إدارة الأعمال والتسويق، ثم التحقت بأكاديمية "لو كوردون بلو" في لندن، حيث نالت شهادة شرف في فنون الطهي. لكن تجربتها الأعمق بدأت حين قررت أن المطبخ لا يجب أن يبقى معزولًا عن معاناة الناس.