أفادت صحيفة ذا أتلانتيك الأميركية، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بات يميل إلى الاعتقاد السائد في واشنطن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطيل أمد الحرب على غزة لأغراض سياسية داخلية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولَين في البيت الأبيض أن مساعدي ترامب يرون أن الأهداف العسكرية للحرب قد تحققت منذ فترة، وأن استمرار العمليات العسكرية، التي أودت بحياة عدد كبير من المدنيين، يخدم مصلحة نتنياهو في الحفاظ على موقعه السياسي.
وبحسب التقرير، ترى إدارة ترامب أن بعض تحركات نتنياهو تتعارض مع جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وربطت الصحيفة هذا التحول في موقف ترامب بعدة عوامل، منها تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وتأخر التوصل إلى اتفاق، والغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، ما أدى إلى فتور في العلاقة بين الجانبين، رغم محاولات سابقة لإظهار دعم متبادل، مثل ترشيح نتنياهو لترامب لنيل جائزة نوبل للسلام.
ورغم هذا التغير في النظرة، أفادت الصحيفة أن المسؤولين يستبعدون اتخاذ ترامب لأي خطوات عملية لمعاقبة نتنياهو، كما أن هذا التحول لا يتوقع أن يؤدي إلى تغييرات جوهرية في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل. وأكد أحد المسؤولين أنه "لا يوجد خلاف كبير بين الطرفين"، مضيفًا أن "الخلاف بين الحلفاء ممكن، حتى إن كان جديًا".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من ترامب أن الموقف من الحرب في غزة يتأثر أيضًا بعدم التوصل إلى تسوية في أوكرانيا، وهو ما يضغط على ترامب للوفاء بتعهداته الانتخابية بإنهاء الحروب الخارجية.
كما أوضح مسؤولون أن مواقف ترامب تعكس أولوياته السياسية ضمن إطار "أميركا أولًا"، مشيرين إلى أنه لم يعد يتقبل الرواية الإسرائيلية الرسمية حول تطورات الأوضاع في غزة أو ما يجري في سوريا.
وأشار التقرير إلى زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لمراكز المساعدات في غزة، بهدف إعداد تقييم مستقل للوضع الإنساني هناك، وسط انتقادات لآلية توزيع المساعدات التي أشرفت عليها مؤسسة تعمل داخل القطاع، والتي أدت إلى مقتل وجرح المئات نتيجة الفوضى وصعوبة الوصول إلى نقاط التوزيع المحددة.
وأفادت الصحيفة أن مساعدي ترامب ناقشوا ضرورة الضغط على إسرائيل لزيادة كمية الغذاء والإمدادات المسموح بإدخالها إلى القطاع، إلى جانب مطالبات بوقف استهداف المدنيين.
كما أشارت الصحيفة إلى تنامي مشاعر الاستياء تجاه إسرائيل داخل قاعدة "ماغا" (اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا)، وهي قاعدة ترامب الانتخابية، والتي تعارض التورط الأميركي في صراعات خارجية. واستشهدت بتصريحات النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين التي وصفت الوضع في غزة بأنه "إبادة جماعية". وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أن تصاعد هذا الاستياء يثير مخاوف في أوساط ترامب من حدوث انقسام داخل قاعدته السياسية.