آخر الأخبار

"جواسيس جدعون" والتاريخ السافل للأنظمة الغربية

شارك

من يقرأ كتاب "جواسيس جدعون "Gideons Spies" للكاتب البريطاني جوردون توماس، لا يستغرب أبداً موقف النظام العربي الرسمي من الحرب على غزة. يتحدث الكاتب بكل أريحية عن تواطؤ النظام العربي مع جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) بمعنى أن مؤلف الكتاب يشرح فيه مدى تعاون هذا الجهاز مع زعماء دول عربية والذين بفضلهم أي بفضل تواطئهم وعمالتهم توصلت إسرائيل إلى أهداف كثيرة.

ويعترف توماس في كتابه بأنه لولا تضامن زعماء العرب مع إسرائيل لما استطاعت أن تحقق انتصاراتها في المنطقة. ويوضح وماس في كتابه أن "الموساد" موجود في كل مكان في العالم العربي. وما يحدث في المنطقة العربية من تطورات لصالح إسرائيل، ليست في الحقيقة تطورات مفاجئة، لأنها حدثت حسب مخططات سابقة تعود إلى التعاون أو بالأحرى إلى التواطؤ مع إسرائيل.

وبرغم عدائه للمسلمين وللعرب، يعترف توماس في حديث عن مصر: " اندلعت الثورة المصرية ضد الاستعمار البريطاني، وأصبح الإخوان المسلمين التي تأسست سنة 1928 قوة سياسية فعالة، وعندما خطط جمال عبد الناصر لانقلاب سنة 1952، نجح بفضل تأييد الإخوان له، لكن عبد الناصر انقلب عليهم وقام بحظر نشاطهم.

ويبدو أن الإخوان المسلمين عندهم من طيبة القلب والتسامح ما يجعلهم ينسون السيئات بحقهم. وهذا ما جرى بالفعل عام 2012 في عهد الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي، الذي وثق برئيس مخابراته عبد الفتاح السيسي وعينه وزيراً للدفاع، وبعدها انقلب عليه السيسي وقاد انقلاباً ضده. تماما كما حدث مع عبد الناصر.

يقول توماس في كتابه، ان إسرائيل انتصرت على العرب ليس بقوتها بل بالثغرات الموجودة في الصف العربي ويعترف بعدم وجود خط فاصل بين أجهزة المخابرات العربية وبين الموساد. إذ أصبحت هناك دورات تدريبية لرجال المخابرات العرب يتلقونها في إسرائيل.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن الضابط مزرا دافيد مدير الاكاديمية الامنية العالمية الاسرائيلية، يقول في حديث مع الإذاعة البريطانية ان كافة المدربين في الأكاديمية هم ضباط إسرائيليون يعتمدون في تدريباتهم على تكتيكات الشاباك او المخابرات الاسرائيلية، مشيراً إلى أن أفراداً من دول عربية وإسلامية تشارك في دورات الأكاديمية.

ويتبين من كتاب توماس وجود نظام أمني متفق عليه بين أنظمة عربية وإسرائيلية، بمعنى أن التعليمات والمعلومات والمناهج هي واحدة، وكل شيء يتعلق بالقضايا الجاسوسية أو الأمنية متفق عليه. وذهب مؤلف الكتاب إلى أبعد من ذلك في فضحه لرؤساء وملوك عرب، إذ يقول :"إذا أراد رئيس أو ملك أو أمير عربي السفر إلى مكان ما يتم إخبار الموساد ليقدم اقتراحاته حتى في تكوين الوفد الزائر. كلام في منتهى الخطورة يقوله توماس ولا يرد عليه أحد من قادة الأنظمة العربية.

والسؤال المطروح: أليس الشاعر أبو الطيب المتنبي على حق عندما قال في قصيدة له: "قومٌ إذا مس النعالُ وجوههم ... شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ".

وأخيراً...

المظاهرة التي جرت أمام السفارة المصرية لفتح معبر رفح وفك الحصار عن أهل غزة، لم يشارك فيها أي قيادي من المجتمع العربي باستنناء فضيلة الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب. أين هؤلاء الذين "يجعجعون" ويصرخون في التلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي؟ واكراماً لمن عدم المشاركة لمصر السيسي أم لغيرها؟

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا