آخر الأخبار

يوآف شتيرن لبكرا: الاعتراف بفلسطين خطوة رمزية لكنها تفتح الباب لمرحلة جديدة من المحاسبة الدولية لإسرائيل

شارك
Wissam Nassar/Flash90

قال المحلل السياسي يوآف شتيرن في حديث لموقع "بكرا" إن أهمية الاعتراف بدولة فلسطين من قبل بريطانيا ودول أوروبية أخرى لا تكمن فقط في البُعد الرمزي، بل في ما قد يتبع هذه الخطوة من تداعيات سياسية وقانونية دولية قد تُعيد تعريف الوضع القانوني لإسرائيل كقوة احتلال. وأوضح شتيرن: "الاعتراف بحد ذاته، مثلًا إذا تم الإعلان عنه رسميًا في أيلول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لن يغيّر الكثير فورًا. لكن قيمته تكمن في كونه جزءًا من سلسلة خطوات ممكنة، يمكن أن تؤدي إلى وصف إسرائيل صراحةً كقوة احتلال، وهو ما لم يُعلن بوضوح حتى اليوم من قبل المجتمع الدولي، بسبب الموقف الإسرائيلي القائل إن هذه 'أراضٍ متنازع عليها' وليست أراضي دولة أخرى".

وأضاف أن هذا الاعتراف الدولي الواسع قد يفتح المجال لمساءلة إسرائيل أمام الهيئات القضائية الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية، وهي خطوة غير ممكنة في الوضع القانوني الحالي.

الضغوط على الدول المعترفة محدودة

وعن الضغوط المحتملة على الدول التي اعترفت بفلسطين، يرى شتيرن أن "الولايات المتحدة تعارض هذه الخطوات، وإسرائيل بالطبع كذلك، لكن لا يبدو أن واشنطن مستعدة لاتخاذ خطوات عملية أو فرض عقوبات على تلك الدول من أجل إسرائيل". وأضاف: "قد تمنع الولايات المتحدة بعض التحركات داخل المؤسسات الدولية، لكنها لن تذهب بعيدًا في الضغط على الحلفاء الأوروبيين. أما إسرائيل، فهامش المناورة لديها محدود جدًا، خاصة في ظل تدهور مكانتها الدولية وضعف قدرتها على بناء تحالفات أو حشد دعم خارجي".

تأثير مباشر على مسار المفاوضات

وحول إمكانية تأثير هذا الاعتراف على مستقبل المفاوضات، يرى شتيرن أنه "قد يُحدث تغييرًا في قواعد اللعبة". وقال: "إذا أصبح الأساس لأي مفاوضات مستقبلية هو حدود عام 1967 كحدود لدولة معترف بها دوليًا، فإن ذلك يعني تغييرًا جوهريًا في المرجعيات التي كانت تستند في السابق فقط إلى قرارات عامة للجمعية العامة ومجلس الأمن".

وأضاف:"هذا الموقف الدولي يمكن أن يقوّي الموقف الفلسطيني في أي مفاوضات قادمة، لكن في نهاية المطاف، من يعيش هنا هم الفلسطينيون والإسرائيليون، ولا يمكن فرض حل عليهم من الخارج. لا يزال الطرفان غير جاهزين لاتفاق حقيقي، والمؤسف أن المسافة نحو حل سياسي لا تزال بعيدة".

تحذير من تصعيد محتمل

وفي ختام حديثه، حذّر شتيرن من احتمالات التصعيد الميداني، خصوصًا في ظل ما يحدث في غزة. وقال:"نحن أمام خطر حقيقي بامتداد التصعيد إلى الضفة الغربية أيضًا، ما قد يؤدي إلى موجة عنف جديدة، سيكون ثمنها الأكبر على الفلسطينيين". وأردف: "إسرائيل اليوم مستعدة لدفع ثمن دولي مقابل ضرب الفلسطينيين، لأنها لم تعد تخسر الكثير على الساحة الدولية، وهذا ما يجعل الوضع هشًا وقابلًا للانفجار بسرعة".

بكرا المصدر: بكرا
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا