غزة تباد أمام أمة الـ "ملياري" مسلم وشعب الـ 473 مليون عربي
الإعلامي احمد حازم
الحجاج بن يوسف الثقفي، والي العراق في العصر الأموي اشتهر بخطبه القوية اللاذعة. وفي جزء من خطاب شهير له لأهل العراق خاطبهم بالقول "يا أهل العراق يا أهل النفاق" متهماً إياهم بالنفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق. وكم هي غزة الآن بحاجة الى الحجاج بن يوسف ليخاطب أمة الملياري مسلم وشعب الـ 473 مليون عربي، بنفس أسلوب مخاطبته لأهل العراق. وكم هي غزة بحاجة الآن الى الشاعر العراقي الراحل الصديق مظفر النواب ليقول لشعب "الضاد" مجدداً " أولاد القحـ.. ما أوقحكم."
صحيح أن التعميم مرفوض، وأنا أعترف "إن خليت بليت" ولا أشك بوجود مخلصين لغزة عرباً ومسلمين، لكن بشكل عام فإن "غزة المكرمة" متروكة وحيدة تواجه قدرها بنفسها. هذه حقيقة على مرأى من الجميع. فماذا فعلت أمة الملياري مسلم وماذا فعل العرب دولاً وشعباً لغزة لغاية الآن؟
يوجد مثل شعبي يقول "الجار للجار" والإسلام أوصى بالجار. عن ابي عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع الى جنبه." لكن الجار المصري سيء الصيت عبد الفتاح السيسي لا علاقة له بجار مثل غزة. فلا تهمه غزة ولا شعب غزة، وكل ما يهمه أن يكون مرضيا عنه من "الجار" الآخر.
شاهدت فيديو للسيسي على وسائل التواصل الاجتماعي يقول فيه: "لو أنا السبب في اني مدخلش لقمة عيش أقدر أدخلها لغزة أروح من ربنا فين؟" الجواب واضح:" بتروح لجهنم." هل يعرف السيسي ان المظاهرات أمام سفارات مصرية في العالم تقام بسبب الحصار المصري المفروض على غزة في معبر رفح الذي يجب أن يكون شريان حياة لغزة لا أداة لتجويع أهلها. الزميل الصديق ساهر غزاوي على حق في قوله:" أن النظام المصري الحالي، بقيادة عبد الفتاح السيسي، يشارك فعليًا في خنق غزة وتجويع أطفالها".
في غزة، تدمّر المستشفيات والمساجد والكنائس وسيارات الإسعاف، ويقتل العجائز والرضع والخدج ويجوع الناس. لا حاجة للجان تحقيق، فمشاهد القاتل والمقتول نراها مباشرة على الهواء، كما تراها الأمم المتحدة وكما تراها منظمات حقوق الانسان وكما يراها ما يسمى بالعالم الحر.
يا أنظمة حرف الضاد. ماذا فعلتم لغزة التي شهدت عامين من الحرب (ولا تزال) ورمضان مرّ مرّتان وحج بيت الله مرّتان. تقولون لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. ولكنكم نسيتم شراكتكم مع الأمريكي والإسرائيلي في كل ما حدث لغزة. لو كان عندكم ذرة إحساس وعذاب ضمير لما أقمتم الموائد الفاخرة وشعب غزة يموت جوعا.
أقسم صادقاً أن محرك البحث "جوجل" أشرف منكم، لأني لو سألته عن غزة يساعدني في كل المعلومات بينما أنتم فقد صدق الراحل مظفر النواب في مخاطبته لكم:
" يا أولاد القحـ..
لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم"