أُقيمت مؤخرًا في مدينة نِس تسيونا وسط البلاد تظاهرة احتجاجية واسعة، جاءت كجزء من سلسلة مظاهرات تنظمها قوى يسارية في إسرائيل ضد حكومة بنيامين نتنياهو.
ورفع المشاركون شعارات منددة باستمرار الحرب على قطاع غزة، مطالبين بوقف فوري لها، إلى جانب الدعوة للإفراج الفوري عن جميع الأسرى والمحتجزين، ورفض قانون التجنيد الجديد الذي يُنظر إليه كأداة لفرض سياسات مجحفة على فئات من المجتمع، وخاصة المجتمع العربي.
كما نددت التظاهرة بسياسات الحكومة التي وصفها المحتجون بأنها تُكرّس التمييز ضد المواطنين العرب في إسرائيل، وطالبوا بإجراء انتخابات مبكرة وتغيير النهج السياسي القائم.
وشهدت المظاهرة مشاركة عربية-يهودية لافتة، حيث توحّد المحتجون تحت شعار "شراكة أقوى من الخوف"، مؤكدين أن الاحتجاج حق مشروع، وأنه لن يتم إسكاتهم بالتحريض أو العنف أو القوانين القمعية.
مبعوثو الحكومة
وقالت الناشطة سمية بشير من حركة "مرساة من أجل المستقبل"خلال مشاركتها في التظاهرة مؤخرًا في نِس تسيونا:"من اعتدوا هنا بعنف على حرية التعبير ليسوا أعشابًا ضارة – بل هم مبعوثو الحكومة. هناك قوة أكبر من الخوف – وهي شراكتنا. يهود وعرب، نساء ورجال، شباب وكبار في السن – شراكة صامدة ترفض التنازل عن هذا الوطن، لن تسمح لليأس بأن ينتصر، ولن تنحني أمام الحديد أو الهراوات أو القوانين المرتجفة".
وتابعت: "وهكذا، أصبحت الانتقادات تُوصَف بالخيانة، والأسئلة تُعدّ تحريضًا، والاحتجاج صار جريمة. هم يريدوننا أن نخاف، لكن الخوف هو خوفهم، لا خوفنا".
وأضافت: "ما يحدث في دولتنا ليس مجرد تدهور – بل هو رصاصة مباشرة في جبين الديمقراطية.اليوم، هنا، في هذه البلاد – الديمقراطية لا تتآكل، بل تُسحق، تُداس، وتُغتال".
وأشارت بشير إلى أن حرية التعبير ليست منحة تُعطى من الحكومة، بل هي حق أصيل، قائلة: "نحن هنا لنقول بوضوح: حرية التعبير ليست هدية من الحكومة، وليست رخصة تُمنح أو تُسحب، بل هي حق أصيل وفطري.الذين هاجموا حرية التعبير بعنف ليسوا مجرد أفراد مارقين، إنهم مبعوثو الحكومة، يعملون بدعم منها – بصمتها، بغمزة عينها، وأحياناً بتصريحاتها العلنية".
لن أصمت
كما شددت بشير على هويتها المركبة وموقفها الثابت، فقالت: "أنا هنا كإسرائيلية، وكامرأة عربية فلسطينية، مواطنة في هذه البلاد، لن أعتذر عن هويتي، ولن أصمت أمام سلطة تتصرف وكأننا جميعاً أعداء".
وأضافت بثقة: "أنا كما تعرفونني – لا أتنازل عن مبادئي. لا أُخدع، لا أنحني، لا أصمت، ولا أنكسر.
وختمت بشير حديثها بالتشديد على قوة الشراكة المجتمعية، قائلة: "لأن هناك قوة أكبر من الخوف – وهي شراكتنا. يهود وعرب، نساء ورجال، شباب وكبار – شراكة شجاعة ترفض أن تتنازل عن هذا الوطن، وترفض أن تترك اليأس ينتصر، ولا تنحني أمام العنف، والهراوات، ولا أمام قوانين خائفة".