أجرى موقع "بكرا" لقاءً مع الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول حول الأوضاع الإنسانية والسياسية في قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي والتصعيد العسكري الأخير. وأكد مخول أن 100 ألف طفل في جيل الطفولة المبكرة يواجهون خطر الموت، كما عنونت صحيفة "هارتس" في 27/7. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي، بتوجيهات من المستوى السياسي، سيقوم بعملية إنزال مظلي للمساعدات الأممية في مناطق شمال وجنوب قطاع غزة، أطلق عليها الاحتلال تسمية "ممرات إنسانية"، فيما ستُحوّل كميات كبيرة من المساعدات المخزنة في العريش المصرية إلى القطاع.
انهيار سياسة التعتيم الإسرائيلية والاضطرابات النفسية بين الجنود
وأشار مخول إلى أن إسرائيل فقدت السيطرة على الصور والقصص المتعلقة بضحايا التجويع في غزة، والتي أصبحت تتصدر عناوين الصحف ووسائل الإعلام العالمية. وأضاف أن سياسة التعتيم التي ميزت الإعلام الإسرائيلي انهارت، وسط ارتفاع حاد في حالات الاضطرابات النفسية بين الجنود، وتزايد أعداد المنتحرين منهم، مما يثير قلق الرأي العام الإسرائيلي وأسر الجنود، ويفتح المجال لاتهام حكومة نتنياهو بأنها تخوض حرباً سياسية عبثية.
الضغوط الدولية والاعتبارات السياسية تكشف الأبعاد الحقيقية
وبيّن مخول أن الموقف الرسمي الإسرائيلي يعكس قلقاً كبيراً من صورة إسرائيل أمام العالم، خصوصاً بعد تزايد الانتقادات التي وصلت إلى داخل الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة. وأضاف أن الضغوط الدولية، خاصة من 26 دولة غربية كبرى، دفعت إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات، لكن العامل الحاسم هو الموقف الأميركي، حيث يُقرأ الإعلان عن إعادة الوفد التفاوضي إلى واشنطن على أنه تحوّل يضغط على حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب بشكل سريع من خلال صفقة تبادل شاملة. ولفت إلى أن تهديدات ترامب ضمنياً بـ"اصطياد قادة حماس" تهدف إلى الضغط على الوسيطين المصري والقطري لإجبار حماس على الانصياع للموقف الأميركي، ما يعكس توجه إدارة ترامب لاستخدام التهديد كجزء من استراتيجية المفاوضات.
وأكد مخول أن المساعدات المنزلة جواً لن تفي بالحاجة الحقيقية، خصوصاً أن أغلب الطواقم الأممية ممنوعة من الدخول، وأن بنية الميليشيات العشائرية داخل غزة قد تؤدي إلى صراعات داخلية على السيطرة على هذه المساعدات، في ظل تفكك البنية المجتمعية. وأضاف أن الدعاية الإسرائيلية تلقي باللوم على الفلسطينيين في حال نشوب هذه الصراعات، لكنها تغفل الدور الذي تلعبه سياسات الاحتلال في تعقيد الوضع.